إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 1 أغسطس 2015

بذرة من أشجار المعلومات


بذرة من أشجار المعلومات

المعلومات ماهي إلا ثمارٌ تقطفُ من أشجارِ الأفكار التي زُرِعَتْ من ذي قبل. وإذا ما زرعت سوف تنبت أشجارا من أفكارٍ أخر, قد تثمر أفكارا ومعارف أخرى.فزراعة المعلومات مهارة مهمة يجب على القائد أن يتقنها ويتميز فيها.
إن زراعة المعلومات ليست على مسافة بعيدة من الزراعة الطبيعية فهي تحمل نفس المفاهيم والأساليب. حيث تبدأ زراعة المعلومات بتهيئة التبربة الحاضنة تهيئةً مناسبة ومن ثم ترمى بذور المعلومات فيها ثم تروى جيدا بسقيا مناسبة. فتثمر تلك الثمار اليانعة من أفكار بألوان وأشكال شتى.
لتزرع معلومة في موظفيك، يجب أن تهيئ ذواكرهم لها بإعادة ترتيبها وتنسيقها بشكل جيد. فتعرضهم للمعلومة. وتتركها عندهم ردحا يسيرا ومن ثم تتابعها وترويها بتحديثات ذات علاقة بها. ثم لا تلبث حتى تحصد ما زرعت فيهم. إذ إن هذه المعلومة ستنعكس على آدائهم، وسلوكهم، وانتاجيتهم.
أثناء الأجتماع بالموظفين، لا بأس من طرح المسائل لنقاش المفتوح، وليس الطرح الإملائي المعروف. وهناك وسائل وطرق لهذا الطرح ومنها العصف الذهني والذي يطرح به سؤلا ويتاح للجميع المساهمة في الحل ومن ثم يختار الحلول الفضلى التي يجمع الغالبية على أفضليتها على غيرها. فتصفى الحلول لحلٍ واحدٍ يجمع عليه الأغلبية. ومنها أيضا، أساليب حل المشاكل الأخرى كعظم السمكة والأساليب الإحصائية وما إلى ذلك من وسائل وطرق.
عندما يعامل الموظف على أنه عالم بعمله و محترف وبطريقة علمية إحترافية، يزداد تعظيمه لذاته وبالتي يزداد احترامه لعمله، وتقديره لبيئة العمل، ويزاد شغفه بالعمل والتحسين والتطوير ويستجيب سريعا لتغيرات الإجابية. ويفرح بفرص التدريب والتعليم. بينما إذا ما عومل على أنه نكرةٌ ضعيفٌ ولا يكاد يبين، تصرف على هذا الأساس، وماتت ملكة الإبداع في ذاته. وأصبح كجهاز يدار بالأوامر والنواهي كما تُدار السيارة بموقودها. فيصبح عديم الإحساس، عديم الرؤية، عديم الإهتمام بما يؤديه، فهو لا يعنيه إن تم إنجازه على الوجه الأكمل أم عليه أن يعيده.
لا بد من زراعة الإتقان في الإدراة وتروية هذا الإتقان بماء المعرفة وتسميده بمغذيات العلم المفيدة، والتي ستسهم في بناء الجودة وترفع من الآداء وتجعل من الفعالية والكفاءة معيارا لإنجاز. فيصبح العمل أكثر لينا وأكثر زينا ومليئا بالمتعة والرغبة في الإنجاز. وكل ذلك من بذرة معلومات رماها قائد ما في أرضية قد جهزها لها، ثم سقاها بماء المعرفة وغذاها بالعلم وآتت أكلها ضعفا والله يضاعف لمن يشاء.
ضيف الله الخالدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق