المشرف
الفذ لا يستنزف ذاته أبداً. بل يعمل على إدارة مواردها
بشكل جيد. لأنه يعلم بأنها إذا ما جفت، فسوف يفقد قدرته على ضبط ذاته و
التحكم بها، مما سيودي بالمشرف في غياهبٍ لا يتمنى أحدٌ أن يراها يوما من الأيام.
جفاف الذات دائما ما يقتل قوة الذات ويجعلها خائرة حائرة، فيبدوا صاحبها مزمجراً
عند أية مشكلة صغيرة، صارخا منابذا، ليس
على أحد، بل على ذاته التي فقدت طاقتها.
فالمشرف المحترف، ينام بقدر كافي، ويأخذ من
الطعام كفايته ويروي ذاته بكثير من السوائل. وذلك من أجل المحافظة على قوة جسده.
وذلك لأنه على يقين أنه حينما يشعر بضعف أو خور في قواه فقد حان موعد سقوطه في
براثن الفشل الإداري. والفشل الإداري ليس له حل إلا تجديد الإدراة، وتجديد الذات
إن كان ذلك ممكنا.
أيضا هو يؤدي
الصلاة على وقتها ويذكر الله فيما بينها. لأنه على يقين ومن واقع التجارب أن الذي
لا يصلي الصلاة على أوقاتها يخسر الكثير من قواه الروحية والتي تعتبر أساسية في
مسألة النجاح المؤزر. فتجارب الناس أوجدت أن الذي لا يصلي الفجر، يفقد نوره. وأن
الذي لايصلي الظهر، يفقد بركته. وأن الذي لا يصلي العصر يفقد قواه كلها. أما الذي
لا يصلي المغرب، فلا طائع لأمره. ومن لا يصلي العشاء فلا راحة له. أما من لا يذكر
الله بقدر كافي فلا نور لروحه.
المشرف
يجب أن يقرأ كثيرا و يجب أن يكون محبا، متيما وعاشقا للقراءة، فهو يعلم إن هو لم
يقراء فإن الحلول التي سيقترحها عقله ستنضب وبالتالي سوف يقحل عقله و سيفقد القدرة
على ضبط ذاته. العقل لا يقترح حلولا من رأسه أو ارتجالا. إنما من مخزون المعارف
والخبرات والتجارب. فلأن التجارب منهكة والخبرات متعبة فخير من ذلك كله القراءة فهي
تضعك في مكان من جرب وتمكنك من معارف من اختبر وتعطيك مخزونا من الحلول تجعلك مغدقا،
ثريا بحلول لا حصر لها وتجلعك مرتاحا في قرارك ومتمكنا من اقتراحك وعلى يقيين من
نصيحتك.
المشرف
يعلم أن نفسه لا تأمره بخير إلا إذا أدبها وأحسن تأديبها. إذ أنه يسموا بنفسه
ويرفعها عن قذارة ارتكاب ما حرم الله، فهو لا يستخدم بصره وسمعه وفؤاده وبقية حواسه
إلا في ما أحل الله. وذلك أن النفس أمارة بالسوء على غالب أمرها ولا يمكن أن تكون
بريئة إلا من رحم الله ويغلب عليها أن تكون المسئولة عن كل أخطاء الإنسان. لكن ذات
الإنسان هي من يدير هذه النفس. فهي التي تسمح بتمرير رغباتها إلى بقية ملكيات
الإنسان. فإن صبرت الذات على تكرر طلب النفس لشيء ما، بصبر وثبات فربما تؤدب النفس
وتزكى وتصبح نفس خيره، تسموا عن ما حرم الله على حواس الإنسان. وذلك لأن الإنسان
الذي يمعن في تلبية رغبات نفسه يصبح عديم النفس إذ أن النفس تفقد قدرا من طاقتها
عند كل تلبية لرغباتها معادلا لهذه الرغبة، وهذه الطاقة النفسية لا يمكن تعويضها.
فما أن تنضب لا تعود أبدا. وهي ليست كبقية الملكيات التي تعوض طاقتها بتلبية
رغباتها.
ضيف الله الخالدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق