إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 20 أغسطس 2015

الأمية الإدارية والهدم الإداري

عندما ينخفض مستوى الجودة وترتفع كلفة الإنتاج وتقل الكفاءة وتضمحل الفعالية وتكثر الشكاوى ويزداد الغياب ويكثر التذمر، ويرتفع مستوى تسرب الموظفين، فاعرف أنك على مشارف الأمية الادارية وأنها بدأت فعليا بممارسة دورها في الهدم الإداري.

المكون الإداري يتكون من مجموعة كبيرة من المتطلبات التي يجب توفرها، وهي أكثر أهمية من مكونات الإنتاج الفعلية. فمن هذه المكونات: السياسات، الإجراءات، تعريف نطاق العمل، قوائم المهام، الهيكل الإداري وما إلى ذلك من المكونات.

المكون الإداري يتقادم ويتآكل كبقية عناصر الإنتاج. ولا بد أن يجدد دوريا، عادة  لا تتجاوز سنة واحدة. والتجديد يجب أن يكون تجديدا حقيقيا وليس تحريفا، بتغيير تاريخ الموكن أو ترتيب عناصره، بل يجب أن يجدد بالكامل. وذلك لأن الوقت يتقدم، والأشياء المحيطة ببيئة العمل تتغير، فيصبح الجديد قديما، والحديث تراثيا واللحظة ماضيا قد استنزفت واستهلكت. 

أما الأمية الإدارية تحدث لأسباب كثيرة ومنها أن يوظف أحد ما في المجال الإداري وليس لديه أي خلفية عن الإدارة. أو يوظف أحد قد درس الإدارة إضطرارا ولم يعمل على تطوير مهاراته وامكاناته ومعارفه واكتفى بما لديه و حمد الله و سأله أن لا يغير عليه شيئا. أو أن يُغِرْق الإداري نفسه بكثير من العمل يفوق إمكاناته مما يجعله يمضي معظم وقته في أداء مهام كان خيرا له لو أنه فوضها إلى غيره من موظفيه، واستثمر بعض وقته لشحذ منشاره وصيانة ادواته وتجديد معداته الإدارية.

لا بد للإداري أن يكون إدارياً، تعليماً، ثقافةً، توجهاً، موهبةً، قدرةً، امكانية وشغفا ومحبتا تجري في عروقه. لكي ينجح وتنجح ادارته. ولا بأس أن يكون ليس إداريا تعليما، بل ثقافةً، وتوجها وموهبة وحلولا لا حصر لها، جاءت من خبرته وأتت من ممارسته ونتجت عن تجاربه وقراءاته ومتابعاته.

أما أن يضرب صفحا عن القراءة والمتابعة. ويتوقف عن تثقيف نفسه ورفع امكاناته وشحذ منشاره وصيانة ادواته ومعداته الإدارية فإنه سوف يقع لا محالة في الجهل المهني والأمية الإدارية. وإن وقع فيها فقد هدم مهاراته الإدارية وقد قضى على مستقبل إدارته وأنهى مستقبله وأوقف نموه عند هذا الحد وحمد الله وسأله أن يدعه على حاله ولا يغير فيه شيء.

يقول سبحانه و تعالى : {وَ قُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً} [ طـه : 114 ]  و قال تعالى : {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ  يَعْلَمُونَ  وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ  إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَاب}  [ الزمر : 9]  و قال تعالى: { يَرْفَعِ  اللَّهُ الَّذِينَ  آمَنُوا مِنْكُمْ  وَ  الَّذِينَ  أُوتُوا الْعِلْمَ  دَرَجَات} [ المجادلة : 11]

أما نبي الأميين صلى الله عليه وسلم  فقد قال:(( طلب العلم فريضة على كل مسلم )) وكما يعرف الجميع فلفظة الكل تعني الجميع دون إستثناء أو إعذار فالجميع مطالب بطلبه والبحث عنه والتعب والإرهاق من أجله. أيضا كلمة فريضة وهذا يعني أنها لا تسقط إلا إذا أديت على الوجه الأكمل فصلى الله عليه وسلم لم يقل أن العلم فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن البعض الأخر.

يقول الشاعر: العلم يرفع بيوتا لا عماد لها   والجهل يهدم بيت العز والكرم.
 وكذلك يفعل في الإدارات ذات الفعل فهو الذي يرفعا بلا عمد وهو نقيضه يقضي عليها وإن كانت مهما كانت.


ملاحظة: عندما يقال إداري فهذا يعني كل المستويات في الهرم الإداري.


ضيف الله الخالدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق