محمد صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل و يكره الطيرة. والتفائل هو
انشراح قلب الإنسان وإحسانه الظن وتوقع الخير بما يسمعه من خير. أما الطيرة فهي
التشائم وهو شعور بالقنوط. يقول صلى الله عليه وسلم على لسان ربه عز وجل:"أنا
عند ظن عبدي بي، إن ظن خيرا فله وإن ظن شرا فله". المتفائل مؤمن بقول الله
تعالى:}فإن مع
العسر يعسرا إن مع العسر يسرا{، المتفائل دائما
وأبدا معتمدا على الله ومتوكل عليه وواثق برحمته. المؤمن لا يهزم أبدا، مهما كانت
الظروف سيجعل الله له مخرجا. ومهما حلك الظلام سيقيض الله له ملجئً يحتويه.
التفاؤل بالمفهوم البنائي عبارة عن ميل ونزوع لنظر إلى الجانب الأحسن
في الأحوال والأحداث، وتوقع النتائج الفضلى. وهو أيضا عبارة عن وجهة نظر للحياة
تجعل الفرد ينظر للعالم على أنه إيجابي، ويبقى في حالتة إيجابية. المتفائلون
يعتقدون أن كل شيء يؤل للأفضل.
يقول جفرسون جراهام في كتابة الحياة لعبة علاقات:"انظر إلى كل
شيء يحدث في حياتك كفرصة. ففي حياتك العملية، والعامة أيضا، يمكن تحويل كل شيء إلى
فرصة للتقدم والنجاح. وإذا نظرت إلى كل شيء في الحياة على أنه يحدث لسبب مفيد، سوف
تجده كذلك بالفعل".
أما المتشائمين فيرون الظلام في النور والنقص في الكمال و الليل في
النهار. المتشائمين لديهم طريقة تفكير ظلامية فهم ينظرون للأحداث المؤلمة على أنها
دائمة دوام سرمدي لا ينقطع. يقول العلماء: المتشائم إنسان أناني لا يهتم إلا
لنفسه. الغريب في الأمر أنهم يرون الأحداث السارة على أنها مؤقته سرعان ما تأفل وينظرون
لنجاحات على أنها نتيجة لأسباب خارجية. دائما ما يفسرون نجاح الأخرين على أنه ليس
طبيعيا. قد تسمع أحدهم عندما يحصل أحد زملاءه على وظيفة مرموقه يقول:" إنها
الواسطة، أما هو فلا يجيد قيادة أربعٍ من الماعز".
لتشائم
أسباب وهي معروفة من قبل الأطباء والمعالجين ومنها:
1-
الإنتقادات والتهكم والإستهزاء المتعمد وبالذات عندما يكون من الأقارب، يكون أشد
مضاضة من التشائم نفسه.
2- ضعف
الثقة بالنفس الذي يقود للإنسياق خلف المؤثرات والإنفعالات والعواطف والإسترسال
دونما رؤية أو بصيرة.
3-التركيز
على الضعف وتضخيمه حتى يصبح المدمر الأول.
4-
إنتفاء الرغبة في الإندماج المجتمعي والخلود إلى الإنطوائية.
5- تجاهل
مواطن القوة وعدم العمل عليها.
6- عدم
الصبر على النقد البناء.
7-الفراغ
القاتل.
8- إعطاء
المواقف أكبر من طبيعتها وعدم التفاهم بعقلانية وهدوء.
9-
مرافقة السلبيين ومشاركتهم أفكارهم ونظرتهم للحياة والتوافق معهم.
10- إزدحام
الذهنية بالكثير من القلق والتردد والسلبية.
التفائل
دواء كل داء. والسلام الداخلي لذة سببها سلام مع الذات وللذات. حَمْدُ الله على ما
وهب بركة لما لديك ولديك الكثير لتستثمره وتنتج من وراءه نجاحا ينير لك مستقبلك
ويضيء لك حياتك. كل إنسان لديه ذات إذا ما حافظ على مستوى الطاقة في ملكياتها،
يصبح في وضع ليس للكئابة والتشائم والسلبية مكان معه. الصلاة على وقتها، قراءة كل
مفيد، الطعام الحلال الطبيب، والسمو بالنفس عما حرم الله من شأنها أن تقي حظك عثرات
الطريق وتصعد بك إلى قمم المجد ومعالي السؤدد وأعالي النجاح.
ضيف الله
الخالدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق