لاحظ الإنسان منذ وقت مبكر أن النجاح في الحياة لا يتوقف على ذكاءه
العقلي، بل يحتاج إلى كثير من المهارات ربما لا تتوافر للأذكياء، تعرف هذه المهارة
بالذكاء العاطفي. الذكاء العاطفي هو القدرة على التأثير في ملكيات الذات ومشاعر
الأخرين. يشكل الذكاء العاطفي أحد المتغيرات الهامة والتي ظهرت كمواصفة جوهرية
للقيادة الإدارية الفعالة.
ترتبط قدرة المدير على البقاء بالتفوق والكفاءة وقدرته على تحفيز
موظفيه وبث روح التعاون، المشاركة، الإبداع، الإتقان والمبادرة. كما تعتمد قدرة
المدير على البقاء على قدرته على غرس القيم وروح الولاء في موظفيه له وللمنشأة
التي يعمل بها مع موظفيه. زرع ثقة الموظفين في أنفسهم ، وزرع المعلومات في عقولهم
والإيمان في قلوبهم هي أحد منتجات الذكاء العاطفي. التي دائما ما تؤتي أكلها
أضعافا مضاعفة والله يضاعف لمن يشاء.
يمكن معرفة المدير الذكي عاطفيا من خلال التعرف على قدرته على ربط
المشاعر بالقيادة. الذكاء العاطفي يمكن وصفه بأنه مجموعة من القدرات الخاصة وذات
العلاقة بكيفية تعامل المدير مع ذاته ومشاعره وعواطفه وقدرة المدير على ادارة
مشاعر وعواطف الآخرين.
المدير الذي يتمتع بذكاء عاطفي يكون أكثر ولاء والتزام للمنظمة التي
يعمل بها وللموظفين الذين يعملون معه. كما أنه صانع للبهجة والثقة والتعاون مع
رؤساءه وموظفيه. يقول جاكسون ولشا:"الذكاء العاطفي يمثل ما نسبته 85% من
أسباب الأداء المرتفع للمدراء، ويمثل نفس النسبة للأداء المؤسسي، وأضاف أن استخدام
الذكاء العاطفي من شأنه مضاعفة إنتاجية الموظفين".
الذكاء العاطفي مكون من المكونات التالية:
1. الوعي:
·
الوعي
بالذات: ويتمثل في فهم الذات و محفزاتها وتأثير الأخرين عليها.
·
الوعي
بالمحيط: وتتمثل في فهم مشاعر الآخرين ومعاملتهم وفقا لعواطفهم والإستفادة منهم
وفقا لذلك.
2. الفعالية:
·
المهارات
المجتمعية: وأهما على الإطلاق مهارة بناء وصيانة وادارة العلاقات بشكل فعال. ومنها
أيضا مهارة بناء الفرق وقيادة التغيير والمقدرة على الإقناع وإنجاز المهام الخاصة.
·
إدارة
الذات: وهي عبارة عن التنسيق فيما بين ملكيات الذات وهي الروح والعقل والجسد
والنفس وقيادتها قيادة فعاله تجنب الحظ السقوط في براثن الحمق والتسبهل.
يقول جولمان في كتابة العمل مع الذكاء العاطفي:"إنخفاض الذكاء
العاطفي يسبب الشعور السلبي والأفكار السلبية والعمل بطريقة عدوانية، وذلك يؤدي
إلى إستنزاف طاقة الذات، إنخفاض الروح المعنوية، الغياب عن العمل وهي أحد ظواهر
نضوب الذات وإنعدام الذكاء العاطفي".
الذكاء العاطفي لا يأتي لوحدة. يحتاج الذكاء العاطفي لبناء بينة تحتية
له ليتمكن الفرد من زراعته في ذاته. يحتاج لقلب خالي من الحسد. يحتاج لنفس سامية
عن ما حرم الله. يحتاج لعقل وافر ومتمكن. لكي تكون ذكيا عاطفيا لا بد لك من ترويض
نفسك وإجبارها على الرضا لما قسم الله لك ولتجنب النظر في ما أيدي الناس. تحتاج
لروح مطمئنة بذكر الله والصلاة والطاعات. تحتاج لعقل مدبر ومفكر ومتفكر في خليقة
الله. وتحتاج لجسد نشيط قد غسل عنه وعثاء الكسل.وتذكر أن العلم بالتعلم والحلم
بالتحلم والتمكين بالتمكن. فاصبر وصابر وثابر حتى يأتي الله بأمره.
ضيف الله الخالدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق