العمر
يتناقص والحاجات تزيد. كانت أربع الآن أصبحت ثمان كما قالها الأمير خالد الفيصل في
قصيدة المعروفة
العمر ينقص وحاجاتي تزيد عقب
ماهي أربع صارت ثمان
والإنسان
يسأم هذه الأعمال الشاقة المستمرة التي لا نهاية لها, يقول زهير بن أبي سلمى:
سَئِمتُ تَكاليفَ الحَياةِ وَمَن يَعِش ثَمانينَ حَولاً لا أَبا
لَكَ يَسأَمِ
لكن الإنسان لا يسأم من دعاء الخير يقول سبحانه و تعالى
مبينا هذه الصفة:
لَّا يَسْأَمُ الْإِنسَانُ مِن دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِن
مَّسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ
الإنسان ليس لرغباته حد وليس لطموحه منتهى وليس لحاجاته
توقف.
يقول ماسلو صاحب هرم الحاجات: الفرد لديه مجموعة من الحاجات
الموجودة في داخله، لا بد أن يحققها كلها ليشعر بشيء من الرضا يدعى تحقيق الذات.
يقول أيضا أن الإنسان قادر على تطوير ذاته من أجل تلبية هذه الحاجات. لكن هذه
الحاجات تظهر مجددا بصور أخرى أكثر إلحاحا. تجعل الإنسان يطور نفسه مجددا من أجل
تحقيق تلك الحاجة. يضع ماسلو في قاعدة الهرم الحاجات الأساسية من طعام وشراب وراحة
وبقاء. يقول ماسلوا ما إن تشبع هذه الحاجة تتولد تلقائيا حاجة أخرى وهي الحاجة
للأمن والأمان سواء كانت جسدية أو إقتصادية. ما إن يتمكن من الحصول على أمن وأمان
يصبح بحاجة شديدة للإنتماء والحب. سرعان ما يحقق ذلك فيصبح بحاجة أخرى وهي ما يعرف
بإحترام الذات، إذ أن الإنسان يشعر بالإذلال عند إشباع كل تلك الحاجات السابقة في
الهرم. ثم ما أن يحققها تظهر حاجة جديدة تعرف بتحقيق الذات والتي لا يصل لها إلا
من هلك كل مهلكة من أجل الوصول لها، ولن يصل لها أحد.
إذن الرغبات ليس لها حد إلا حدود التقوى. والحاجات ليس لها
نهاية إلا نهاية الرضى. وأن العمر في نقص دائم حتى ينتهي. وأن اللحظة سرعان ما تأفل.
وإن النفس لا ترضى عن صاحبها حتى تبيده قتلا.
العقلاء يتبعون نظاما خاصا لترويض أنفسهم وتعوديها على نسق
معين من تحقيق الرغبات وتلبية الحاجات وهي على النحو التالي:
1. عندما يجوع البدن، يطعمونه ما يسد رمقه.
ويسقونه ما يروي ظمأه.
2. عندما ينادي المؤذن للصلاة يذهبون ويؤدون
الصلاة على وقتها وبذلك يلبون حاجة لأرواحهم.
3. عندما تقل حلول العقل التي يقترحها لحل مشاكل
الذات، لا بد من قراءة وقراءة وقراءة.
4. أما ما هو أهم من كل الثلاث فهو السمو بالنفس
عن ماحرم الله. فإن النفس إن نضبت طاقتها لا تعود أبدا.
العاقل
يعلم أن حياته إلى زوال. فلا يبددها في كل ما يرضى نفسه. الإنسان العاقل نفسه
مروضة ولا تطلب شيئا على الإطلاق حتى أصبحت نفس مطمئنة راضية وصامته. أما السبهلل،
فهو يبحث عن ما يرضيها مهما كانت التكاليف، ويدفع تلك التكاليف من حاضره ومستقبله
ومستقبله الآخر.
ضيف
الله الخالدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق