قال ديفيد شوردن في كتابه مفاتيح التغيير المؤسسي"يحكى أن حاكما
أمر ببناء مدرسة. وفي جولة ميدانية تفقدية وجد العمال منهمكين في البناء، فسال
أحدهم: ماذا تفعل فقال العامل: أرص هذه الأحجار فوق بعضها. ثم سأل أخر نفس السؤال
فأجاب:إني أبني حائطا. فذهب لثالث فقال: إنني أبني مدرسة. أعجب الحاكم بجوابه
فعينة المشرف العام على بناء المدراس. وذلك لما يتمتع به هذا العامل من نظرة ثاقبة
ورؤية واضحة عن الهدف المستقبلي لهذا المشروع. أما زميلاه الأولان فبقيا في
منصبيهما لما يتمتعان به من حصر رؤيتهما في المهمة الآنية الألية".
الرؤية هي القدرة على إبصار المؤسسة بعد خمس، عشر،عشرين سنة. والقدرة
على بناء إحكامية موصلة لتك النتيجة. عندما بدأت شركة أرامكو العمل في بلادي أنشأت
إحكامية لمشاركة المجتمع والمسؤلية عن بناءه وتدريبه وإعطاءه مقود الشركة
وبوصلتها. تمكنت شركة أرامكو من سعودة الغالبية العظمى من الوظائف. وحولت رعاة
الإبل إلى مدراء وخبراء يعملون في أرامكو يقودونها بمقودها وبإستخدام بوصلتها وما
زالوا يفعلون.
لو تمكن أحد من سؤال قدامى موظفي أرامكو: كيف تمكنتم من إحلال الموظف
المحلي بديلا للأجنبي وبهذا النجاح. لأجاب: إنها الإحكامية المتقنة والمبنية على
رؤية واضحة جلية.
الرؤية والإحكامية ضرورتان لبناء المستقبل الآن، وحصد نتائجه غدا.
الإحكامية يجب أن تؤمن بالتغيير وتتبناه. لإن عدم التغيير والتغير يفضي إلى التجمد
والتخشب والتصلد. والذي ينهي مستقبل المؤسسة والفرد عند بادرة أول حاجة للتغيير.
التغيير هو إحكامية بحد ذاته.
الرؤية الواضحة المبنية على معطايات حالية حقيقية من شأنها بناء
إحكامية كاملة مكونة من خطط لكل شيء. والتخطيط لكل شيء يحتاج عقليات مرنة، تتعلم
من أخطاءها ومن إتقانها في ذات الوقت.
الخلاصة هي أن المشرف أو الإداري يجب أن يتبنى التغيير كسياسة ممارسة.
ويجب أن يمتلك تصور مستقبلي مبني على رؤية المنشأة لذاتها في المستقبل. يجب أن
يكون المشرف أو الإداري مدرسة للممارسة التغيير. والتصور المستقبلي. ويجب أن يكون
فعالا ومشاركا في ريادة وقيادة التغيير في وحدته، إدارته، والمنشأة التي يعمل بها.
ضيف الله الخالدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق