إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 2 أغسطس 2015

ماهية التعلم

ماهية التعلم
التعلم يحدث حينما نحصل عقليا أو نفسيا على فهم شيء ما. فقد نشعر بشيء ما، حدث أو شعور يجعلنا نترجمه إلى كلمات نفهمها ونفسرها ونحفظها ونستديعها عند الحاجة، ونرافق هذه الحدث أو الشعور بإجراء ما يعيننا على الإستيعاب. ومن ثم نستخدم هذه القدرة أو المعرفة المكتسبة مع المهارات والمعارف التي لدينا ونقوم بعمل شيء ما لتكون تلك المهارة أو تلك المعرفة لنا وملكنا. عندما تكون طفلا، قد يتشاجر والديك حول قضية بعينها, يضع هذا الحدث في عقلك الكثير من المعلومات والتفسيرات والكلمات. ويبقى هذا الحدث ما بقيت إلا ما شاء الله.
المعارف و المهارات يمكن إكتسابها في أي مكان وأي وقت. التعلم حدث لا مناص منه فنحن نتعلم دائما. لكن ولكي نتعلم مدى الحياة لا بد من صيانة سلوك تعلمي على المستوى الشخصي والإحترافي. فرب مهارة نفعها شخصي وأخرى نفعها إحترافي. المتعلم لا بد له من محفز يدفعة لتطوير مهاراته وزيادة معارفه. التعلم يمكنه تعزيز فهمنا للعالم المحيط ويعطينا تفسيرات لكل حدث يحدث في محيطنا ويمكنه رفع مستوى حياتنا وتحسينها للإفضل. التعلم يرفع من مستوى الثقة بالنفس وبالتالي يجعلنا نحترم أنفسنا. التعلم يجعلنا نقبل التغيير وندعمه و نقبل الغير و نقبل أن نكون عرضة للمخاطر، فالمعارف والمهارات، تعطينا شجاعة وأجنحة تحلق بنا فوق مدى تمكن الخوف. التعلم يساعدنا على الإنجاز والرضا النفسي عن الحياة. يتحدانا أحيانا ويعيننا على تحدياتنا أحيانا أخرى، كما أنه مليء بالمرح والفرح والأنس والبهجة ويرسم دائما إبتسامة الرضى على وجوهنا ويجلي التعاسة ويبعد الضيق وينحر الملل.
لكي تتعلم لا بد أن تتعلم كيف تتعلم. إذ لا بد لك من أن تكون منظما، لا تضيع لحظة واحدة دون أن تدخل في عقلك شيء يغذيه. يجب أن توجد وقتا لتعلم وهذا الوقت يجب أن يكون دائما،بحيث تحول كل لحظة تعيشها إلى فرصة تعلم. يجب أن تكون باحثا محترفا وتجيد الحفر والتنقيب عن تلك الجواهر الثمينة والدفينة في أعماق الكتب. و لا بد أن تجيد الكتابة التي لا تتأتى إلا من كثرة القراءة. وقبلها يجب أن تكون قارءا فعالا، يقرأ ويحلل ويستوعب ويعيد القراءة. لا بأس أن يكون لك ملخصك الخاص لتسجل عليه كل ما ينال إعجابك من قصص واحداث وحالات ومقالات. كما يجب عليك أن تراجع ما قرأت، ففي كل مرة تقرأ بها نفس الكتاب ستشعر أنك تقرأ نسخة جديدة لم تطلع عليها من ذي قبل.
أما البحث عن المعلومات فله مهارات تشبه كثيرا مهارات البحث عن الأثار والتنقيب عن المعادن و صيد اللآلئ واللحاق بالكنوز. لا بد للباحث أن يكون صبورا كالصياد، ولا بد أن يكون جلدا كالمنقبين، ولا بد أن يكون صامتا كهيبة الصمت.
وهذا كله يرمي إلى تعلم وإتقان مهارة الإرشاد والتوجيه. والهدف منهما تحسين الأداء وبصورة مستمرة. والتركيز دائما على الآن و هاهنا، ليس على الماضي والمستقبل البعيد. المشرف الذي لا يتعلم ، لا يمكن أن يعلم. المشرف الذي لم يتدرب لا يمكنه أن يدرب. المشرف الذي لم يعمل لا يمكن أن يقود الناس للعمل. والعمل مستمر إذا حضر المشرف أو تغيب. لأن العمل لا يؤدى من أجل سواد عيون المشرف، إنما من أجل أسباب أخرى.
ضيف الله الخالدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق