عندما نقول أنه لابد للموظف من إيجاد ذي سلطة إدارية يمكن له أن يتبنى نموه فذلك يعني أنه يجب عليه تجنب بناء علاقة قوية مع رئيس ضعيف لأن ذلك سيفسد سمعته ويحرمه من فرص الارتقاء الوظيفي. لكنك إن أنشئت علاقة مع رئيس قوي وكنت جاهزا بالمهارات والقدرات والعلاقات فسرعان ما يلمع نجمك أمام التنفيذين. وسرعان ما يتنامى وجودك وترتفع أسهمك وتصبح ذا قيمة بالغة. أما الذين يخدمون رؤساء ضعاف فسرعان ما يفقدون الفرص، لأن الرئيس الضعيف لا يملك القوة لتلميع أتباعه عند كبار المسؤلين.
طريقة الالحاق وبشكل عام تعتمد على ثلاث وسائل تعتبر أنجح الوسائل المتوفره لعملية الإلحاق:
1- توفير المعلومات:
الموظفون الأقوياء بارعون في تحديد الاتجاهات. و يعرفون كيفية استخدام المعلومات لدفع رؤسائهم للأمام. عندما تقدم معلومات مهنية أو معلومات عن العمل أو عن إدارات أخرى فأنت واضح و براق لدى رئيسك. إياك أن تنقل معلومات تافه الجميع يعرفها، بل تفرد دائما بالسبق المعلوماتي. ذلك بأن ملىء بريد المدير بالغث والسمين سيكون له تأثير معاكس وسوف يجعل منك مجرد مصدر للإزعاج ومضيعة للوقت وفي حالات متقدمة ستجعل منك أضحوكة أو مهرجاً يتحدث بكل شيء و لأي شيء بلا طائل ولا جدوى.
2- معرفة الدائرة الداخلية لرئيس:
الحليف الجيد على علاقة باللاعبين الرئيسيين في المؤسسة حتى وإن كانت هذه العلاقة ليست متقدمةً جدا. والحليف الجيد على اطلاع على ما يواجهه رئيسة الآن وما يقدره عاليا. فما يجب عليك فعله هو بإختصار توفير ما يحتاجه رئيسك في العمل من معلومات، طرق، وسائل تعينه على تحقيق أهدافه وبسرعة فائقة. تذكر دائما، أنك ملحق به فإن نجح نجحت وإن فشل فقد خاب أملك وذهب سعيك سداً.
3- تسول المعطيات:
إياك أن تمتص وقت الرئيس لأي شيء أو كل شيء. تقديم الأفكار الجديدة التي تسهم في حل مشاكلة هي اللبنات الحقيقية لبناء العلاقة معه وصيانتها على الدوام. ولذلك يجب أن تكون متوسلا متسولا لكل ما يدور حولك من معلومات وإنتقاء أهمها وإرسالها لرئيس. تذكر دائما أن دورك الأساسي هو توفير المعلومات الصحيحة والدقيقة والمؤكدة أما تلك الأراجيف والإشاعات والتراهات فالجميع يعرفها ولن تأتي بجديد إذا ما ذكرتها في حظرته. كن إنتقائيا في بحثك عن المعلومات، وكن حذرا من إضاعة وقت الرئيس في متابعة أشياء لا طائل من متابعتها. وتذكر دائما أنك ملحق به فإن نجا فقد نجوت وإن فشل فقد ضاعت أمانيك هباءً منثوراً.
تذكر أنك إن تمكنت من إلحاق نفسك برئيس قوي فإنك ستصبح جزءً منه وستذهب معه عاليا إلى حيث يريد. لن يدعك في الخلف أبدا، بل سيجعلك دائما معه، تنمو كما ينموا وتتقدم كل ما تقدم. كل ما عليك فعله لتتمكن من إلحاق نفسك به هو أن تكون مثقفا مهنيا وإداريا وعلى معرفة بدوائر القرار ومصادره وأن تكون متسولا متوسلا للمعلومات أينما كانت وتأتي بها دائما على قصعة من ذهب جاهزة لمديرك ليبني عليها قراراته وخططه وإحكامياته. ثم لا تلبث إلا أن قد وصلت معه إلى حيث يريد.
تذكر أن الجامعات لا تدرس الثقافة المهنية ولا حتى الثقافة الإدراية. الذين يدرسون هذه الثقافة هم الخبراء المهنيين، الذي قضوا معضهم حياتهم في العمل وأنجزوا أشياء واضحة يمكن الإستدلال بها على إمكاناتهم. هؤلاء النوعية من الناس، وعلى الرغم من تعليمهم المنخفض نسبيا, أقدر وأجدر أن يعلموا ما يحيط ببيئة العمل من معضلات وأقدر وأجدر أن يعلموا الحلول المثلى لتلك المعضلات.
ضيف الله الخالدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق