المسايسة والتزلف
يقول خبراء المسايسة-"diplomacy"- أن بينها و التزلف شعرة واحدة فقط.
يقولون أن الأولى تعتمد على اللباقة والكياسة والذوق والإحساس. أما الثانية فتعتمد
على النقاق.
تعزيز مهارات التعامل مع الآدميين في بيئة
العمل لا يمكن أن تبنى إلا ببناء وئام مع الزملاء، الرؤساء والمرؤسين. استخدام
اللباقة في الحياة بشكل عام تعني تعزيز مهارات الإتصال مع الجميع. والهدف دائما هو
الإرتقاء بالمهارات من أجل الإرتقاء بالآداء وبالتالي الإرتقاء الوظيفي
والإجتماعي. وذلك ممكن ومتاح وميسر.
فاللباقة والمسايسة وسائل يمكن استخدامهما من أجل تواصل فعال مع
الأخرين، خصوصا حين التفاوض وعندما تود أن تكون مقنعا. كما أنه باستخدام اللباقة
والمسايسة بشكل مناسب يمكن أن تؤدي إلى تحسين مستوى العلاقات مع الأخرين، ويمكن أن
تكون وسيلة بناء وتطوير للإحترام المتبادل والذي بدورة يوصل إلى نتائج أكثر نجاحا
وتواصل أكثر فعالية وازدهارا على مستوى العلاقات، التي هي مفتاح الإرتقاء الوظيفي
والإجتماعي، بدونها لا إرتقاء وظيفي،و لا إرتقاء إجتماعي.
أما الإستخدام الفعال لهذه المهارات والوسائل يأتي من الشعور وبدقة
بما يشعربه الآخر والتفكير في ما يفكر فيه والإستجابة بطريقة تحترم مشاعر الآخر
وتتجنب إحراجه، بينما تكون في أوج تأكيدك على أهمية انعكاس مشاعرك وأفكارك بطريقة
حساسة ملطفة بحسن نية. أو كما يقال:"اللباقة أن تحرز نصرا مؤزرا دون أن تصنع
لنفسك عدوا جديدا يضاف إلى قائمة أعدائك"، فيال هؤلاء الأعداء.
حينما تخطط لحوار مع أحد يجب أن تولي النتيجة إهتماما بالغا.بمعنى
ماهي النتيجة المفضلة. ايضا، لا بد أن يوضع الرأي الشخصي جانبا والبحث عن الحقائق
والحقائق فقط. كما يجب التفكير مليا في رأي الآخر وموقفه ولا بد من إظهار التفهم
والتفاهم. يجب تجنب الدخول في نقاش لا يملك أي دعم أو جاهزية للحوار.
يفضل التفكير بما هو ممكن
ومتاح ومن ثم استرجاع الحقائق ذهنيا والتعامل بعقل وقلب مفتوح وبصدر واسع، قبل أن
تكون الإجابة جاهزة لرد. لا ننسى أهمية مراقبة ما يقول الطرف الآخر دائما قولا أو
قولا أخر، كلغة الجسد ونبرة الصوت، وحركة الرأس والعينينن، فهي تحدد ماهية الرسالة
وماهي أبعادها. ومن ثم جهز ردودك طبقا لذلك.لا تنسى أن تجد حلا وسطا دائما.لأن
الحل الوسط يرضي كل الأطراف لكن ليس دائما، فهناك أطراف لا ترضى إلا بحل يدعم
موقفها وهنا تأتي أهمية المسايسة.
دائما يجب تجنب الرأي الشخصي لصالح الحقائق والأرقام. فالمنطق
والحقائق أكثر إرضائا من الرأي الشخصي.
فبدلا من تبيان الرأي مباشرة فالأفضل طرحه على شكل سؤال. فذلك يعطي الطرف الأخر
فرصة لتحديد موقفة من الحقائق المطروحة. هذه الطريقة يمكنها اكتشاف الأخرين وسبر
أغوارهم. وتجعل الأخرين في نفس الصفحة التي أنت عليها، بل على نفس السطر.
أما النفاق فهو موضوع أخر لا
يشرف أحدا أن ينتهجه. فهو من البذاءة والبشاعة في مكان كريه. ومن الفحش والقبح في
مقام مقيت. ومن الكره والمقت في حال بذيئة.فاستبرءو لدينكم وفرو من هذا الوباء
فراركم من الأسد.
ضيف الله الخالدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق