الغضب

الغضب

الغضب عاطفة إنسانية طبيعية، ولكن عندما نفشل في التحكم به يتحول إلى أداة تدمير تسبب الكثير من المشاكل، وبالذات في بيئة العمل.

يتدرج الغضب من كونه مجرد توتر بسيط إلى أن يصبح غيظاً وحنقاً وإنتقاماً، ويصاحبه بعض التغيرات النفسية والجسدية.فعندما نغضب يزيد معدل نبضات القلب ويزيد ضغط الدم، ويزيد معدل إفراز الهرمون أدرينالين و النورأدرينالين من الغدة الكظرية.

أسباب الغضب معروفة بشكل جيد فهو يحدث عند نضوب الذات دائما وأبدا لذلك يجب علينا تجنب استنزاف موارد الذات. فيجب أن ننام بقدر كافي ونأكل بقدر معقول ونصلي كل صلاة على وقتها ونذكر الله فيما بينها كما يجب علينا أن لا ننسى القراءة. أما الأهم فهو السمو بالنفس عن ماحرم الله فإن مواردها لا تتجدد كما غيرها من ملكيات الذات.

ضيف الله الخالدي

الصادات الثلاث

الصادات الثلاث

الصادات الثلاث هن الدروع الثلاث اللآتي يمكنك مقارعة أياً كان بهن فمن هن.

إنهن على النحو التالي:

الصبر هو سيد التأني والتريث ومدبر التفكير والتخطيط وصاحب الحكمة والرشاد.

الصلاة أم العبادات وذات الخيرات والبركات والمغفرة والناهية عن الفحشاء والمنكر. والمعينة على النصر إذا ما كان معها صبر وثبات.

الصمت وهو هيبة تستر ما وراءها.

بهذه الثلاث يمكنك مبارزة أي كان، ومقارعة أي ظرف والإنتصار نصرا مؤزرا.

نقلا عن الأستاذ فايز العنزي وبتصرف

ضيف الله الخالدي

أحد موظفيك في مكتب المدير

أحد الموظفين في مكتب المدير

تذهب لمكتب المدير فتتفاجئ بأن أحد موظفيك خارج منه. ماذا تفعل. تتجاهل الأمر وتعود أدراجك وتصرف لموظفك إنذارا، لتجاوزه نظام سلم الأوامر. أم تتجاهل الأمر وتجعل طريقك لمكتب السكرتيرة مدعيا التصبيح عليها. أين الطريق؟.

لا هذا ولا ذاك. القائد المتمكن لا يخسر أحدا على الإطلاق. إفعل مايلي:

اوقف الموظف بلطف و اربت على كتفه وقل:"أين كنت ياعزيزي".لن يكذب وسيقول بعزة وشقاق ممجوجة بنبرة إستعلاء:"عند المدير".

تجاهل الأمر وأكسب التوقيت والمناسبة واتجه للمدير. سيشعر المدير أنك لاحظت وجود الموظف عنده. وسيقول:"كان موظفك عندي، لقد احتجناه لجلب ملف مستعجل من البريد". كن مسايسا ولبقا وقل:"كلنا طوع أمرك يا أبا يزيد". سيسعد أبا يزيد بإجابتك. 

ثم ناقش ما كنت قادم من أجله. ثم بعد ذلك إذهب لموظفك على الفور وقل له:"عمرو لا بأس بالذهاب لشأن المدير؛لكنك لو أخطرتني بذلك لكان خيرا لي ولك، أرجو أن تكون حذرا ولا تذهب لأي مكان بغير إذني حتى وإن طلبك من طلب، هل فهمت ياعمرو". سيحاول الموظف التصرف كما أنه لا ذنب له. اربت على كتفه وقل:"لا بأس؛جل من لا يخطئ".

الآن أكدت لمديرك أنك أحد المرشحين لنيل تحالفه، وأكدت لموظفك أنك أنت الأقوى حتى وإن كان الذي طلبه مديرك وسيتصرف من الآن فصاعدا بأسلوب أفضل وكياسة أحسن. وبذلك فقد حافظت على علاقتك والموظف، وعلاقتك والمدير وهذه ما تعرف  بصيانة العلاقات.

إحترس جيدا عندما يكون مديرك أحد أسباب تواجد موظفك في حالة غير مطابقة لما يجب أن يتواجد فيه الموظف، وتصرف بحكمة وانتباه. وإلا سوف تصنع لنفس عدوا أقوى منك سلطتاً وأعلى منك إدارياً. دون أن تكون مضطرا لذلك. فكن حذراً وقائداً فذاً.

ضيف الله الخالدي

مرآة الذات

مرآة الذات

مرآة الذات أداة داخلية تمكن الفرد من استخلاص صورة شخصية آنية عن سلوكة، مهاراته ومعارفه، وبالتالي تعطيه تصور عن وضعه المعرفي والسلوكي والمهاري الحالي.

فإن كان الإنسان طبيعيا ويتمتع بصحة نفسية جيدة فسوف ينتفع بهذه المرآة انتفاعا كبيراً. فإن لم يكن فلا وجود لها أصلاً. يعتمد موضوع الإستفادة من هذه المرآة على ما يريده الفرد لذاته في المستقبل، فإن كان يحب الحالة الراهنة فهو فيها أما إن كان متعلقا بالمستقبل فيحتاج لتحديث تصوره عن ذاته في كل الأوقات، وبالتالي سيحتاج لهذه المرآة دائما.

طريقة إستخدام هذه المرآة تختلف من شخص لأخر. فقد تكون من اللذين يفضلون إستخداما قبيل النوم، أو في طريقك لذهاب للعمل أو القدوم منه. أما بعضهم الأخر فيضل إستعراضها في مكتبة وبيده قلم و ورقة ليدون عليها ما يراه في تلك المرآة، أما البعض الأخر فيرسم مثلثا ويضع عند كل زاوية من المثلث إحتياجا ما فيضع عن رأس المثلث السلوك وعند الزاوية اليمنى المهارات وعند اليسرى يضع المعرفة ويخرج من كل زاوية سهما يكتب عند رأسه ما يريد. المهم أن تتذكر تفاصيل ما تراه في هذه المرآة بالطريقة التي تناسبك وتجدها سهلة وميسرة.

بعد إستخدام المرآة وتسجيل ما تراه على أي أداة تفضلها. يتم تصنيف المرئيات إلى إحتياجات مهارية،معرفية أو سلوكية. ثم ترتب أولوياتها إلى السلوكية أولا ثم المهارية وبعد ذلك المعرفية. يتم العمل على السلوكية أولا ودائما حتى يصبح السلوك في المستوى المطلوب، وبعدها يتم العمل على المهارات حتى تصبح بوضع يؤهل صاحبها أن يكون محترفا. أما المعرفية فهي في حدود تحقيق الذات فعندما يتم تلبية الإحتياجات الأساسية، وبطبيعة الإنسان سيفكر في تنمية ذاته معرفيا.

الهدف الرئيسي من إقتناء مرآة الذات هو تطوير الذات. فالإنسان نفسه هو الأعرف بما ينقصه إذا ما رأى صورته في مرآة ذاته. وبالنتيجة فهو الذي يرتب أولويات إكتسابة للسلوكيات والمهارات والمعارف المطلوبة,و المطلوبة بإلحاح.

ضيف الله الخالدي

الكفاءات القيادية

 كفاءات القائد

الكفاءة القيادية يمكن تعريفها بأنها استخدام ما هو متاح لإنتاج ما هو ليس متاح أو ليس في متناول اليد. وهذا المتاح يجب أن يستخدم أقل كمية منه لإنتاج أكبر كمية من الشيء الغير متاح. أما القيادة فهي سحر الموظفين والهامهم لأداء المهام المناطة بهم  والانخراط في كل مستوايات تحقيق الأهداف والصبر على اللأواء والمثابرة.

فما هي هذه الكفاءات القيادية الهامة:

·         الفطنة: في الحياة العملية يعتقد الجميع أن ذي الفطنة العملية لدية شعور بالعمل وذكاء خاص به. لديهم قدرة على جلب المعلومات الخاصة بالوضع الراهن وتركيز كل القوى على الأهداف المفتاحية، ويعرفون أن هناك دائما خيارات أخرى لحل المشاكل العملية. ويختارون النسق الصحيح وينضبطون في حالة التنفيذ حتى يحصلون على النتيجة المثلى. عندما يشعرون أن هناك حاجة للتغيير فهم يتكيفون مع الظروف الراهنة لدرجة لا يمكن تصديقها. غالبا يكونون على حق فيما يتعلق بتقيمهم للأوضاع ويجعلون الجميع يحترم ذكائهم.

·         صنع القرار: وهو عبارة عن عملية منطقية للإختيار أحد الخيارات المتاحة. عند صنع قرار جيد، يزن القائد إيجابيات وسلبيات كل خيار على حدا ولا ينسى بقية البدائل في هذه المعادلة. كما أنه بارع في التنبء بنتيجة كل خيار لوحده، ومن ثم وبناء على كل هذه العناصر يحدد خيارة حسب الوضع المحدد. وهم بارعون في ذلك.

·         التخطيط: ببساطة هو وضع الأهداف المستمدة من المهمة الأساسية للمنشأة أو القائد، ومن ثم وضع النسق المحققة لهذه الأهداف. يمكن القول بأنها الوظيفة الأساسية التي تنطوي على صياغة الخطط لتحقيق توازن مثالي بين ما هو مطلوب لما هو متاح. وهو عبارة عن عملية تبدأ بتعريف أو صياغة الأهداف التي يراد تحقيقها، وصياغة إحكامية لتحقيقها، وترتيب أو استجلاب الموارد المطلوبة لتطبيق الإحكامية، وتوجيهها حتى تتحقق. وهم محترفون في ذلك

·         التنظيم: عبارة عن وحدة أعمال مكونة من مجموعة من الموظفين يتم تشكيلها، ولديها القدرة على تلبية احتياجات تحقيق أهداف جماعية. وهي التي تنظم العلاقة بين مختلف النشاطات العملية وأعضاء تنفيذها. كما أنها تتعلق بتقيسم المهام والأدوار والمسؤليات والصلاحيات للقيام بأدوار ومهام مختلفة. التنظيم نظام مفتوح ويمكن أن يتأثر بما يجري حوله في البيئة المحيطة إيجابا أو ليس إيجابا. وهم البوصلة في مثل هذه الأمور

·         النزاهة: وهي صفة لا بد للقائد الفذ أن يتحلى بها وهي  عبارة عن التزام حقيقي  بالمبادئ  والأخلاق والقيم والمعاني السامية التي يفرضها المجتمع المحيط.كما أنه يجب أن يكون أمينا صادقا وفيا لمبادئه. ويجب عليه أن يثبت عند المبدأ مهما كانت الظروف.

·         الثقة: وهي أن يؤمن القائد بقدرته على تحقيق أهدافه. كما أنه يؤمن بقدرة فريقه على تحقيق الهدف. كما أنه واثق بنزاهة الأخرين وغير مشكك في أماناتهم حتى يثبت له غير ذلك. وهم يعلمون ما هي هذه الصفاة ويثمنون أهميتها.

·         الإبداع و ا لابتكار:  فأما الإبداع فهو القدرة على التفكير والتصرف بطرق جديدة ومبتكرة. و في عقولنا، هنالك نوعان من الإبداع والابتكار، فالابتكار هو التفكير بشكل خلاق حول شيء موجود بالفعل ومن ثم تطويره وتجديده. و عندما يؤسس الفريق خططه على طريقة قد عمل بها في الماضي فهو فريق مفتوح على الابتكار ومثل ذلك يؤثر إيجابا على زيادة الكفاءة الإنتاجية. لكن حينما يتصرف الفريق بطريقة ابداعية فسوف يسأل نفسة:"هل بالإمكان أن نجد طريقا مختلفا للإنتاج". والقادة هم اللذين يمسكون بالموقد في مثل هذه المسائل.

·         توجيه النتائج: هو عبارة عن إنشاء مناخ عمل فعال وخلق وسائل لتحفيز ومتابعة و جدولة الإنتاج والموظفين وتصحيح الأخطاء أينما كانت للحصول على مخرجات مقبولة وبجودة عالية. وإنهم الخلاقون في هذا الأمر.

·         التركيز على  العملاء: إذ أن العميل هو سبب وجود العمل ولو لاه لما وجد القائد هذه الحياة الكريمة المصانة. فالقائد الناجح يضع العميل في الأولوية الأولى وقبل كل شيء، كما أنه يركز على موضوع خدمة العملاء ويتأكد من إتقان فريقة لمهارات خدمة العملاء ويعمل على تنميتها. وهم أهل هذا الأمر و خاصته.

·         إدارة التغيير عبارة عن منهجية منظمة للتعامل مع المتغيرات الداخلية والخارجية سوءا على مستوى المنظمة أو الفرد. القائد الفذ يجيد مهارة إدراة التغير وخصوصا على مستوى الأفراد فهو يلهم الأفراد بظرورة التغيير ويجعلهم يعملون على إنجاحة. وهم مدراءه.

·         إدارة الأداء: وهو مسألة متشعبة قد تشمل تقييم أداء الموظفين، تقييم عمليات الإنتاج، تقييم المعدات، تقييم  أداء الإدارة والأداء التشغيلي. لكن القائد المتمييز لا يقيم إلا بمعيار واضح جلي، ولا يقيم إلا ما يمكنه تقييمه، ففي حالة تقييم الموظفيين فهو لا يقييم صفة لا يمكن له أن يقيمها وليس له علاقة واضحة بها. وهم أوضح الناس فصاحتا في هذه المعضلة المنهكة وينجزونها دون أن يصيبهم نصب أو تعب.

ضيف الله الخالدي

"إهداء لكل من يحلم بأن يكون قائدا ناجحا وأحتسب أجرها لكل قائد ناجح"

رياضيات الإشراف

رياضيات الإشراف

ليس من المفيد أن يقول المشرف:"أكره الحساب وأحقد على الرياضيات". بل يجب عليه أن يقول وبثقة بالغة، أنه محترف حساب. لكن يجب أن يكون صادقا وجاهزا بهذه المهارات.

المهارات الحسابية التي يحتاجها المشرف ليست كثيرة و منها:

1.       مهارة حساب الوقت وتكون بضبط وقت البداية ووقت النهاية وحساب المنقضي  فيما بينهما. أو بضبط يوم البداية ويوم النهاية وحساب الأيام المنقضية بينهما.

2.       مهارة حساب المساحات والمسافات. فأما المساحة فتحسب بمعرفة طولها وعرضها وضرب طولها بعرضها. أما المسافة فتقاس من نقطة بداية حتى نقطة نهاية.

3.       مهارات الجرد، ومنها معرف التقييد بسجل العد، وطرق العد وطرق التأكد من صحة العد وما إلى ذلك من مهارات.

4.       مهارة النقود، معرفتة أجزائها وأشكالها وطرق عدها وحسابها.

5.        مهارات حساب مقاييس النزعة المركزية ومقاييس الإنحراف لأهميتها في مجال التطوير والإرتقاء بالجودة.

6.       مهارات التعامل مع المقاييس وأدواته، فيجب على المشرف أن يكون معتادا على استخدام الآلة الحاسبة وشريط القياس وجهاز قياس الأوزان والأحجام إذاما أحتيج لذلك. كما يجب أن يميز مقاييس الأوزان والأحجام والمسافات والمساحات والأوقات. كما يجب عليه أن يتعلم المقاييس الخاصة بالإنتاج الذي يقوم به.

7.       يحتاج المشرف لمهارة تذكر الأرقام وهناك وسائل كثيرة تساعد على حفظ الأرقام، يحتاج لحفظ أرقام الأصناف مثلا، أرقام الموظفين، أرقام هواتف المدراء، الموظفين والعملاء وحسب الحاجة. وفي بعض الأحيان يحتاج المشرف لتذكر تواريخ الأحداث. فقد يحتاج لتذكر أخر مرة تم القيام بمهمة ما أو شيء من هذا القبيل.يجب أن يكون حفيظا وإلا سيصاب بإلارهاق وهو يبحث عن معلوماته وتسجيلاته.

قد يسأل أحد:"لماذا كل هذا التعقيد". ليس تعقيدا بقدر ماهو شيء لابد للمشرف أن يعرفه. المشرف يحتاج أن يكون مسلحا بالمعارف والمهارات والإمكانات التي ستعطيه الأجنحة التي ستوصله إلى حيث النجاح والسؤدد في حياته العملية ويتقدم ويرتقي وظيفيا واجتماعيا إلى حيث يريد.

ضيف الله الخالدي

صناعة التبرير

صناعة التبرير

حدثني مشرف أمني فقال:كان لدي حارس أمن مسكين-ورع-تقي، لا يدع صلاة تفوته، فكلما أذن المؤذن ترك ما في يده وذهب للمسجد يذكر الله ويسبحه حتى يأتي الإمام فيصلى خلفة ويبقى بعد الصلاة يذكر الله ويسبحه.

لكن هذا الموظف كثير الأعذار فيوما يتأخر عن الدوام ويوما لا يأتي اليه أصلا. فيوم يدعي موت أبيه، ويوما يدعي موت أخته، ويوم يدعي موت جدته. وفي كل مرة يتفهم المشرف وضعه ويعذره حتى طفح الكيل.

فغير المشرف سياسته مع هذا الحارس، ففي كل مرة تأخر فيها  أو غاب عن عمله، جعله يكتب على ورقة سبب الغياب أو التأخر وتاريخه ووقته. حتى اجتمع لدى المشرف من الأوراق ما يكفي لملء صندوق.

ثم غير سياسته مجددا مع هذا الحارس، ففي كل مرة تأخر فيها أو غاب عن عمله، إتخذ معه إجراء تصحيح بتاريخ ووقت المشكلة. حتى جمع ما يكفي لإقالته من عملة.

ثم يوما ما رفع أوراقه لمدير الحراسات طالبا وموصيا بإقالته من عملة للأسباب المرفقة. ففصل الموظف، وحرم من متابعة إعالته لإسرته. مما دعى المشرف لذهاب لسؤال عنه، شاعرا بذنب إتجاهه. فلما سأل عنه في حارته وجد إجابات مقززة عن سيرة هذا الرجل، فوجده سكيرا ويأتي المنكر في بيته ولا يذهب لمسجد حارته أبدا. فلما طرق الباب، وخرج ذلك الموظف لفتحه، رأى المشرف ما لا يسر عدو ولا صديق. فعرف المشرف أنه كان على غير هدى عندما رحم ضعفه وتركه يبرر و يسوغ كل تلك المشاكل التي تسبب بها عندما يتغيب عن عمله ويتأخر.

تعلم هذا المشرف درسا، أن الموظفين ليسو سواء في مسألة رغبتهم بالقدوم للعمل، فمنهم من احترف صناعة التبرير حتى أتقنها واستخدمها في خداع رؤساءه وتسويغ أخطاه الكثيرة. ومنهم من احترف القدوم المبكر بنفس راضية وعقل وقلب مفتوح، وصدر وسيع. ومنهم من احترف القدوم بجسده، فهو دائما موجود حيث يراد له التواجد وقلبه وعقله وطاقاته وامكاناته في مكان أخر غير مكان العمل.

تعلم هذا المشرف درس، مفاده أنه يجب أن يتعامل مع الموظفين على أنهم موظفين وليسوا عبادا وزهادا وتقاة ومن أهل الله. وتعلم أن يقف على مسافة واحدة من موظفيه، فلا يغض الطرف عن هذا لتقواه و يمعن النظر في هذا لعدم ذهابه للمسجد وقت الصلاة.

المشرف المحترف دائما وأبدا يقف على مسافة واحدة من موظفيه فلا يحابي أحد على أحد. النظام عنده هو النظام ولا يكيل بمكاييل شتى، المكيال واحد لجيع موظفيه.

المشرف الفذ لا يعطي أي فرصة لإستهداف الجودة  أو إهمال الإتساق في العمل أو يتقاضي عن الإتقان في الإداء. فهو يعطي كل موظف ما يستحقه سواء كان ثوابا أو عقابا. ويتبع سياسات التصحيح المتبعة في منشأته إتباعا حرفيا، ويلتزم بسياسات التحفيز كما هي.

المشرف المحترم لا يخفي شيئا عن مديره فيما يخص عمليات الإنتاج التي يعمل عليها مهما كانت سيئة ومهما كانت مفرحة. فهو يخبر مديره بكل صغيرة وكبيرة تؤثر على الإنتاج سلبا أو إيجابا. فهو دائما يستفيد من تقنيات التواصل فهو يراسل مديره بكل التقنيات المتاحة له و دائما ما يضع مديرة في صورة الإنتاج. فهو شفاف وشديد الشفافية مع مديره ويطلعه على كل شيء.

الإشراف احتراف وليس عبثا بمقدرات المنشأة. على المشرف أن يعلم ويتعلم أن المنشأة ليست ملكا لأبيه، وليست سيارة فارهة إشترتها له أمه ليمضي أوقات ممتعة معها وعليها. وقت المشرف مدفوع ثمنه وليس مساعدة مجانية يرغب المشرف بإعطائها لتلك المنشأة، بل هو  أمانه ويجب أن يقضيه كله في الإنتاج وليس شيئا آخر غير الإنتاج إلا لحظات تسمح بها المنشأة لشحن همته وشحذ قواه.

ضيف الله الخالدي

المسايسة والتزلف

المسايسة والتزلف

يقول خبراء المسايسة-"diplomacy"- أن بينها و التزلف شعرة واحدة فقط. يقولون أن الأولى تعتمد على اللباقة والكياسة والذوق والإحساس. أما الثانية فتعتمد على النقاق.

تعزيز مهارات التعامل مع الآدميين في بيئة العمل لا يمكن أن تبنى إلا ببناء وئام مع الزملاء، الرؤساء والمرؤسين. استخدام اللباقة في الحياة بشكل عام تعني تعزيز مهارات الإتصال مع الجميع. والهدف دائما هو الإرتقاء بالمهارات من أجل الإرتقاء بالآداء وبالتالي الإرتقاء الوظيفي والإجتماعي. وذلك ممكن ومتاح وميسر.

فاللباقة والمسايسة وسائل يمكن استخدامهما من أجل تواصل فعال مع الأخرين، خصوصا حين التفاوض وعندما تود أن تكون مقنعا. كما أنه باستخدام اللباقة والمسايسة بشكل مناسب يمكن أن تؤدي إلى تحسين مستوى العلاقات مع الأخرين، ويمكن أن تكون وسيلة بناء وتطوير للإحترام المتبادل والذي بدورة يوصل إلى نتائج أكثر نجاحا وتواصل أكثر فعالية وازدهارا على مستوى العلاقات، التي هي مفتاح الإرتقاء الوظيفي والإجتماعي، بدونها لا إرتقاء وظيفي،و لا إرتقاء إجتماعي.

أما الإستخدام الفعال لهذه المهارات والوسائل يأتي من الشعور وبدقة بما يشعربه الآخر والتفكير في ما يفكر فيه والإستجابة بطريقة تحترم مشاعر الآخر وتتجنب إحراجه، بينما تكون في أوج تأكيدك على أهمية انعكاس مشاعرك وأفكارك بطريقة حساسة ملطفة بحسن نية. أو كما يقال:"اللباقة أن تحرز نصرا مؤزرا دون أن تصنع لنفسك عدوا جديدا يضاف إلى قائمة أعدائك"، فيال هؤلاء الأعداء.

حينما تخطط لحوار مع أحد يجب أن تولي النتيجة إهتماما بالغا.بمعنى ماهي النتيجة المفضلة. ايضا، لا بد أن يوضع الرأي الشخصي جانبا والبحث عن الحقائق والحقائق فقط. كما يجب التفكير مليا في رأي الآخر وموقفه ولا بد من إظهار التفهم والتفاهم. يجب تجنب الدخول في نقاش لا يملك أي دعم أو جاهزية للحوار.

 يفضل التفكير بما هو ممكن ومتاح ومن ثم استرجاع الحقائق ذهنيا والتعامل بعقل وقلب مفتوح وبصدر واسع، قبل أن تكون الإجابة جاهزة لرد. لا ننسى أهمية مراقبة ما يقول الطرف الآخر دائما قولا أو قولا أخر، كلغة الجسد ونبرة الصوت، وحركة الرأس والعينينن، فهي تحدد ماهية الرسالة وماهي أبعادها. ومن ثم جهز ردودك طبقا لذلك.لا تنسى أن تجد حلا وسطا دائما.لأن الحل الوسط يرضي كل الأطراف لكن ليس دائما، فهناك أطراف لا ترضى إلا بحل يدعم موقفها وهنا تأتي أهمية المسايسة.

دائما يجب تجنب الرأي الشخصي لصالح الحقائق والأرقام. فالمنطق والحقائق أكثر  إرضائا من الرأي الشخصي. فبدلا من تبيان الرأي مباشرة فالأفضل طرحه على شكل سؤال. فذلك يعطي الطرف الأخر فرصة لتحديد موقفة من الحقائق المطروحة. هذه الطريقة يمكنها اكتشاف الأخرين وسبر أغوارهم. وتجعل الأخرين في نفس الصفحة التي أنت عليها، بل على نفس السطر.

 أما النفاق فهو موضوع أخر لا يشرف أحدا أن ينتهجه. فهو من البذاءة والبشاعة في مكان كريه. ومن الفحش والقبح في مقام مقيت. ومن الكره والمقت في حال بذيئة.فاستبرءو لدينكم وفرو من هذا الوباء فراركم من الأسد.

ضيف الله الخالدي

المواصفات،المقاييس والقياسات

المواصفات، المقاييس والقياسات

المواصفات،المقاييس، والقياسات، توأم ثلاثي. هؤلاء الأخوات يعتبرن أساس أنظمة الجودة. فلا جودة بدونهم. ولا نجاح بالا نظام جودة، حتى على المستوى الشخصي فلا نجاح بلا جودة. فمن هن هؤلاء الأخيات الثلاثة. هن مواصفة، ومقياس، وقياس وهن على التفصيل التالي:

·         المواصفات:وهي عبارة عن وصوف توصف به الصفات المطلوبة في المنتج، كأن يقال:"هذا المنتج يجب أن يكون قويا"، أو:"هذا الرخام يجب أن يكون لامعا"

·         المقاييس: وهي وحدات يقاس بها الصفة المطلوبة في المنتج، كأن يقال:"هذا المنتج يجب أن يحمل ثقل بوزن أربع أرطال"، أو يقال:"هذه القطعة يجب أن تكون واسعة بقدر عشر ميل".

·         القياسات: وهي أرقام توضع بعد المواصفة والمقياس وأحيانا بينهما، على النحو التالي:"هذا المنتج يجب أن يكون قويا لحمل ثقل يزن أربع مائة كيلا"، أو "هذه القطعة يجب أن تكون واسعة بقدر عُشْر ميلا"، أو يقال:"هذا الرخام يجب أن يكون لامعا بقدر خمسون وحدة ضوئية".

ومثال لهن الثلاثة: هذا السطح^منتج يجب أن يكون ناعما^مواصفة بقدر خمسون^قياس درجتا على مقياس جيمس ^مقياس. فالمنتج السطح، والمواصفة هي النعومة، والمقياس هو مقياس جيمس أما القياس فهو خمسون درجة.

لا يمكن أن تتحق الجودة الكاملة بدون مواصفات ومقاييس وقياسات. لأنه مالا يقاس لايمكن إنتاجة، وما ليس له مقاييس لايمكن قياسة وما ليس له مواصفات لايمكن أن يوضع له مقاييس. فالثلاثة معا يعتمد كل منهم على الآخر بينما يعتمد الإنتاج عليهم جميعا.

يستحيل على الحائك أن يخيط ثوبا لا يعرف مواصفاته ومقاييسه وقياساته. ويستحيل على الطاهي أن يطبخ طعاما لا يعرف مقاديره ووصفته وطعمه. ويستحيل على النجار أن يصنع كرسيا دون أن يعرف قياسة ومقاييسه ومواصفاته. يجدر بنا أن لا ننسى بأنه ليست الصناعة وحدها بحاجة لهذه الثلاثة، بل حتى الخدمات لا غنى لها على الإطلاق عنهن، فهن الاتي يعلمن مقدم الخدمة عن ماذا يجعل الخدمة مقبولة، وكيف يمكن له وصف قبولها وبماذا يمكن قياس قبولها.

المشرفون لا يستطيعون أن ينتجوا إنتاجاً لا يعرفون مواصفاته، ومقاييسه، وقياساته. فيستحيل على مشرف أن يقول لموظفيه قطعوا هذا الخشب. بل يجب أن يقول قطعوا هذا الخشب تقطيعاً فصلا بطول كذا على مقياس كذا. كما لا يمكن لمشرف الطهاة أن يقوم بواجبه بلا هذه الأخوات الثلاثة.

يجب على المشرف أن يكون ملما بمواصفات الإنتاج لدى إدارته، مقاييسها وقياساتها. ولا عذر لأي مشرف بتجاهلها، فحتى الأعمال المكتبية لها مواصفات ومقاييس وقياسات، وإن كنتم لا تصدقون فانظروا لخيارات الطباعة في حواسيبكم.

مثال على قائمة المواصفات والمقاييس والقياسات:

مواصفة	قياس	مقياس
الرخام يجب أن يكون لامعا	لمعان الرخام يجب أن يزيد عن 50	الرخام يجب أن يكون لامعا بقدر 50 وحدة ضوئية
الثوب يجب أن يكون طويلا	طول الثوب هو  120	الثوب يجب أن يكون بطول 120 وحدةً طولية
الطاولة يجب أن تكون نظيفة	كمية الرقائق يجب أن تقل عن 50	الطاولة يجب أن تكون نظيفة لدرجة اقل من 50 وحدة طاقة

ضيف الله الخالدي

دليل الإشراف Supervisory handbook

دليل الإشراف Supervisory handbook

دليل الإشراف عبارة عن كتيب يحتوي على بعض السياسات والإجراءات والمواصفات والمقاييس الخاصة بالموظفين وبالإنتاج. نذكر بعضها على سبيل التذكير:

1.       الموظفين:

1)      الإجازات، عطل نهاية الأسبوع.

2)      التقييم، العقود.

3)      إجراءات التصحيح.

4)       الترقيات، جدول العلاوات.

2.       الأمن والسلامة:

1)      مكافحة العدوى و الإجراءات الصحية وصحة البيئة.

2)      إجراءات السلامة المهنية.

3)      الإجراءات الأمنية.

4)      أساليب منع الخسائر.

3.       الإنتاج:

1)      إدراة الأفراد.

2)      إجراءات الجدولة.

3)      إدارة المواد.

4)      إدراة المعدات.

5)      المهام و الإجراءات.

6)      المواصفات،المقاييس، والقياسات.

7)      إجراءات التفحص والتفتيش.

4.       الجودة

1)      أجهزة القياس.

2)      المعايير- gauges- والمعايرة-.-calibration

3)      إجراءات القياس الهدفية.

4)      إجراءات القياس الوصفية.

5)      إجراءات تصحيح عيوب الإنتاج.

5.       العملاء

1)      تعريف العميل/العملاء، العميل الداخلي، الخارجي، العميل الداخل الداخلي.

2)      التعامل مع العميل، العملاء.

3)      خدمة العملاء.

4)      أساليب التعامل مع أجهزة الهواتف.

5)      معالجة الشكاوى وسياسات الإسترداد.

إن هذا الكتيب عبارة عن منهجية إشراف متكاملة ولا غنى لمشرف عنه مهما تعمقت خبرته ومعرفته.

فإن كانت مكتبةُ مكتبك خاليتاً من هذا الكتيب، فاسأل المدير أن يعطيك واحدا. وإن لم يكن موجودا فاسأله أن يوفر لكم واحدا.

 فبدون هذا الكتيب سيكون المشرف كجهازٍ هائجٍ لا دليل له ولا توجه، يزمجر ويهدر ويستأسد حتى تنفذ طاقته ويسقط كلعبة طفلٍ نفذت بطاريتها.

 وإن كان لديه نسخة منه فقد إمتلك زمام المبادرة وسيطر على وحدته سيطرتاً نظاميتاً خاليتاً من التجبر على موظفيه, والزمجرة والصراخ الذي لا طائل منه ولا منفعة، فهو يتعامل معهم بطريقة علمية مدعومة بسياسة واضحة. ويتعامل مع المعدات والمواد بإتقانٍ بالغ. ويجيد كل أنواع التفحص ويتقن التعامل مع أجهزة القياس الهدفية والوصفية ولا يخفاه شيء في عملة على الإطلاق.كما أنه لا ينسى أهمية العميل فهو الذي يدفع له ما يكسبه ليعيش حياة كريمة.

ضيف الله الخالدي