إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 31 أغسطس 2015

و يشيخ الفريق

 يأتي على الفريق حينا من الدهر يصبح فيه فرسان الأمس كأعجاز نخل خاوية. فستصبح قوى الفريق معتمدة إعتماد كليا على أفرادٍ أقل ما يمكن أن يقال عنهم-الأشياخ والعجائز- وحينها يبدأ الخرف في نشر وباءه في أرجاء الإدارة.

فتبدأ الجودة بالإنخفاض والآداء بالتردي والإتقان بالترنح والفعالية بالإرتخاء والكفاءة بالإضمحلال. ثم يصبح الإحلال معادلة مستحيلة والإستبدال بعيد المنال.

لابد من تطبيق سياسة الإحلال التدريجي في وقت مبكر يكون فيه فرسان الفريق في أوج استعدادهم للعطاء، وعطائهم سخيا. ويمكنهم نقل مهاراتهم، معارفهم وإمكاناتهم للجيل القادم، والدماء الجديدة.

إذا يجب أن تكونوا صريحين ومنفتحين على المسألة وحريصون على فرقكم، وحداتكم، أقسامكم وإداراتكم. فلا بأس أن يقول الإداري إن سعيدا قد تعب وآن له أن يرتاح لكن مكانه ليس سهلا ونحن بحاجة لأن نضع معه متدربا ليتعلم مفاتيح عمل سعيد.

 أو يقول إن سعيدة قد أنهكتها السنيين ولا بد لها من يوم تستريح فيه من وعثاء العمل ومكانها خاص بعض الشيء ونريد متدربة تعمل معها حتى تقنن تفاصيل عملها.

ضيف الله الخالدي

الأحد، 30 أغسطس 2015

علم الإلحاق

عندما نقول أنه لابد للموظف من إيجاد ذي سلطة إدارية يمكن له أن يتبنى نموه فذلك يعني أنه يجب عليه تجنب بناء علاقة قوية مع رئيس ضعيف لأن ذلك سيفسد سمعته ويحرمه من فرص الارتقاء الوظيفي. لكنك إن أنشئت علاقة مع رئيس قوي وكنت جاهزا بالمهارات والقدرات والعلاقات فسرعان ما يلمع نجمك أمام التنفيذين. وسرعان ما يتنامى وجودك وترتفع أسهمك وتصبح ذا قيمة بالغة. أما الذين يخدمون رؤساء ضعاف فسرعان ما يفقدون الفرص، لأن الرئيس الضعيف لا يملك القوة لتلميع أتباعه عند كبار المسؤلين.

طريقة الالحاق وبشكل عام تعتمد على ثلاث وسائل تعتبر أنجح الوسائل المتوفره لعملية الإلحاق:

1- توفير المعلومات:

 الموظفون الأقوياء بارعون في تحديد الاتجاهات. و يعرفون كيفية استخدام المعلومات لدفع رؤسائهم للأمام. عندما تقدم معلومات مهنية أو معلومات عن العمل أو عن إدارات أخرى فأنت واضح و براق لدى رئيسك. إياك أن  تنقل معلومات تافه الجميع يعرفها، بل تفرد دائما بالسبق المعلوماتي. ذلك بأن ملىء بريد المدير بالغث والسمين سيكون له تأثير معاكس وسوف يجعل منك مجرد مصدر للإزعاج ومضيعة للوقت وفي حالات متقدمة ستجعل منك أضحوكة أو مهرجاً يتحدث بكل شيء و لأي شيء بلا طائل ولا جدوى.

2- معرفة الدائرة الداخلية لرئيس:

 الحليف الجيد على علاقة باللاعبين الرئيسيين في المؤسسة حتى وإن كانت هذه العلاقة ليست متقدمةً جدا. والحليف الجيد على اطلاع على ما يواجهه رئيسة الآن وما يقدره عاليا. فما يجب عليك فعله هو بإختصار توفير ما يحتاجه رئيسك في العمل من معلومات، طرق، وسائل تعينه على تحقيق أهدافه وبسرعة فائقة. تذكر دائما، أنك ملحق به فإن نجح نجحت وإن فشل فقد خاب أملك وذهب سعيك سداً.

3- تسول المعطيات:

 إياك أن تمتص وقت الرئيس لأي شيء أو كل شيء. تقديم الأفكار الجديدة التي تسهم في حل مشاكلة هي اللبنات الحقيقية لبناء العلاقة معه وصيانتها على الدوام. ولذلك يجب أن تكون متوسلا متسولا لكل ما يدور حولك من معلومات وإنتقاء أهمها وإرسالها لرئيس. تذكر دائما أن دورك الأساسي هو توفير المعلومات الصحيحة والدقيقة والمؤكدة أما تلك الأراجيف والإشاعات والتراهات  فالجميع يعرفها ولن تأتي بجديد إذا ما ذكرتها في حظرته. كن إنتقائيا في بحثك عن المعلومات، وكن حذرا من إضاعة وقت الرئيس في متابعة أشياء لا طائل من متابعتها. وتذكر دائما أنك ملحق به فإن نجا فقد نجوت وإن فشل فقد ضاعت أمانيك هباءً منثوراً.

تذكر أنك إن تمكنت من إلحاق نفسك برئيس قوي فإنك ستصبح جزءً منه وستذهب معه عاليا إلى حيث يريد. لن يدعك في الخلف أبدا، بل سيجعلك دائما معه، تنمو كما ينموا وتتقدم كل ما تقدم. كل ما عليك فعله لتتمكن من إلحاق نفسك به هو أن تكون مثقفا مهنيا وإداريا وعلى معرفة بدوائر القرار ومصادره وأن تكون متسولا متوسلا للمعلومات أينما كانت وتأتي بها دائما على قصعة من ذهب جاهزة لمديرك ليبني عليها قراراته وخططه وإحكامياته. ثم لا تلبث إلا أن قد وصلت معه إلى حيث يريد.

تذكر أن الجامعات لا تدرس الثقافة المهنية ولا حتى الثقافة الإدراية. الذين يدرسون هذه الثقافة هم الخبراء المهنيين، الذي قضوا معضهم حياتهم في العمل وأنجزوا أشياء واضحة يمكن الإستدلال بها على إمكاناتهم. هؤلاء النوعية من الناس، وعلى الرغم من تعليمهم المنخفض نسبيا, أقدر وأجدر أن يعلموا ما يحيط ببيئة العمل من معضلات وأقدر وأجدر أن يعلموا الحلول المثلى لتلك المعضلات.

ضيف الله الخالدي

السبت، 29 أغسطس 2015

إدراة الضغوط

الضغط أو الإجهاد النفسي عبارة عن إستجابة جسدية أو نفسية لطلب ما. عندما يشعر الناس بضعط ما حولهم، فإن أجسادهم ترسل مواد خاصة في الدم. هذه المواد تعطيهم مزيدا من الطاقة والقوة. إذا ما كان ذلك إستجابة عاطفية لتهديد ما ولم يجد الإنسان مخرجا لطاقته وقوته فإنه سوف يسيء لسمعته. لكن الضغوط ليست كلها سيئة، بعضها يحفز الفرد على إنجاز مهمامة وإختصار الوقت اللازم للإنجازها ورفع مستوى الزخم الذي يصاحب المهام الملحة والمهمة.

 الضغط الجيد والإيجابي يساعد على شحذ الهمم وتحسين الأداء وجعل الأمور في مكانها الصحيح. لكن الضغط السيء سيحطم جسدك شيئا فشيئا، ويرهقك نفسيا وذهنيا ويجعل منك أضحوكة للأخرين. لكن بعض الضغط لا بد منه، فلولا لما أنجز شيء على الإطلاق.

فهم مستوى الضغط الشخصي أمر مهم. إن لم يكن هنالك ضغط سيصبح العمل مملا و سببا لسأم. وإن كان هنالك قدر من الضغط سيساعد ذلك على تحسين صحتك النفسية والجسدية، ويعينك على إنجاز مهامك بإحترافية عالية.

عندما تتمكن من ملاحظة الضغوط وتديرها بشكل جيد فقد تغير حياتك للأبد. عندما يطلب منك القيام بعمل هام، سيعرضك ذلك لضغط كبير، وسيعطيك هذا الضغط كمية معادلة لتلك المهمة من الطاقة لإنجازها في وقتها وعلى أكمل وجه. لكن يجب على مديرك أن لا يعرضك لهذا الضعط بشكل دائم ويومي، بل يجب عليه أن ينوع المهام لك من سهلة إلى متوسطة إلى صعبة بعض الشيء. لأن تعريضك لضغوط بشكل مستمر، سيعمل على تجفيف طاقاتك ومقدرتك على الأداء بشكل مقبول.أيضا، إن تركك مهملا هنالك في مكتبك دون أن يطلب منك شيء مطلقا، سيعمل على تجفيف طاقاتك ومقدرتك على الإنجاز بشكل مقبول.

 لا تنسى أنك أنت أيضا يجب أن تتحمل مسؤلية إدارة ضغوطك وتتحكم به. التعامل الفعال مع الإجهاد يساعدك على إيجاد طرق بديلة للإنجاز وتجبن الضغوط الغير صحية. تذكر دائما أنه لا بد من شيء من الضغط لتستمر الحياة ويستثمر الوقت. تذكر أنك لست وحدك في هذه المعضلة. كل الناس لديهم ضغط ما في حياتهم وعلى مستوى معين.

الضغط يكون عبارة عن إستجابة غير مببرة لمستوى من الإلحاح. وقد يكون هذا الضغط من أحد المسببات التالية:

الضغط الشخصي: والذي يكون سببا لطبيعة العمل. تغيير في حياتك أو مشاكل شخصية.

ضغط العائلة والإخوان والأخوات والوالدين وأبناء العمومة والإخولة: والتي سيتضح أثرها عليك مهما حاولت إخفائها.

ضغط الزملاء: وهو عبارة عن مطالبات وطلبات ليس لها نهاية ولا تعتبر لوضعك المهني أو النفسي أو حتى الصحي. الزميل لا يرحم عندما يريد شيئا من زميلة. لأنه يريد حاجته، فلا يعنيه كمية الضغط التي يضعها على زمليه حتى ينفجر.

عموما كل الضغوط يمكن الصبر عليها إلا ضغط الإخوان والأخوات والأقارب، ذلك لأن ضغوطهم أشد مضاضة من كل ضغوط الحياة. عندما يفشل الإنسان في التعامل مع ضغوط العائلة فحتما سيفشل في التعامل مع كل أنواع الضغوط الأخرى.

لكن هنالك وسيلة قوية ناجعة لتعامل مع كل أنواع الضغوط يمكن تسميتها بإدارة موارد الذات: حيث أن الذات عبارة عن منسق يعمل على تلبية ملكيات الذات الأربعة: وهي الجسد والنفس والعقل والروح. عندما ينضب ما عند أحد هذه الملكيات يصبح التحكم بالذات والتمكن من إدارة الضغوط صعبا.

 فلا بد للإنسان من تناول ما يحتاج من طعام ولا بد أن يروي جسده بالسوئل وذلك سيعطيه الطاقة اللازمة لمواجهة ضعوط الحياة. لا بد للإنسان من الإستجابة لنداء الصلاة وآداءها على وقتها ليمد روحه ببعض الطاقة اللازمة لها حتى موعد الصلاة التالية. ولابد له من القراءة والقراءة والقراءة لتغذية عقلة بحلول يحتاجها لتعامل مع ضغوط الحياة القاسية.

 أما النفس الآمرة بالسوء في معظم شأنها فلا بد أن تسمو بها عاليا عن ماحرم الله على حواس الجسد. فلا تدخل في فمك شيئا إلا إذا أحله الله لك ولا تلمس شيء إلا إذا كان قد حلل لك. ولا تعطي أذنك لصوت إلا إذا كان محللا ولا تبصر عينك إلا ما أحل الله ولا تشم شيئا إلا إذا كان قد حلل لك. وذلك لأن طاقة النفس غير متجددة كما باقي ملكيات الذات. فهي لا تأكل ولا تصلي ولا تقرأ، لكي تجدد طاقتها. فما أن تنضب طاقتها، لا تجدد أبدا.

ضيف الله الخالدي

الجمعة، 28 أغسطس 2015

الغضب

إذا ما دخل عليك أحد السائقين بسيارته آخذا مسارك ومبطىءً عن سرعتك، متصرفا بطريقة معطلة لك، وبإستعلاء متجبر، فهل يخرج دخان من رأسك ويستشيط الدم في عروقك ويكاد يفجرها من شدة غليانه. أو حينما تعطي أحد موظفيك تعليمات واضحة، جلية، بسيطة،  ثم لا يلبث قليلا إلا وقد أنجزها وأجهز عليها بطريقة خرقاء، بلهاء وغبية، فهل ينفجر صراخ حنجرتك ساحقا كل ما كان أمامك من حجر وشجر وبشر. إذن أنت إنسان عادي يغضب لمثل هذه الأسباب التي يعتبرها خبراء إدارة الغضب مسألة بسيطة جدا ولا تستحق كل هذه الجلبة.

يعتبر خبراء إدراة الغضب مسألة الغضب حالة طبيعية بل يرونها صحية ويمكن توظيفها توظيفا نافعا في كل المجالات ومنها وأهمها بناء العلاقات الإيجابية. لكن الغضب الخارج عن سيطرة الذات  يؤثر سلبا على الذات وعلى الصحة وعلى علاقات الإنسان. بل يصبح أداة هدم وتخريب وتجفيف. لكن الخبراء يبشرون بأنه يمكن لذات أن تضع الغضب تحت سيطرتها وفي خدمة ملكياتها. وينصحون ببعض مايلي من نصائح:

لا تفتح فمك للكلام قبل تمحيصه:
عندما يجبرك خضم اللحظة على قول شيء ما، فلا تفتح فمك لأي كلمة. إنتظر وقل الكلام في صدرك، ثم أعده مرة أخرى حتى تتأكد من خلوه من جميع الكلمات النابية والألفاظ الخشنة والجمل المحرجة، سواء لك أو لطرف الأخر. لا تنسى أنه أحيانا تكون الكلمة لينة ولكن نبرة الصوت وحركة الرأس وكلام الجسد ما يجعلها تقشعر لها الأبدان من الحنق .لا بأس أن تسمي الله في سرك قبل أن تجيب، فاسم الله يطرد مافي فمك من سلبية. ثم خذ بعض اللحظات لتحضير ما ستقول، نظفه من أي شيء لا يطابق رغبتك بإنجاز حوار بناء. كما يجب عليك أن تعطي الأخرين فرصة القيام بنفس الشيء ولا تحثهم على الرد قبل أن يفحصوا ما سيقولون.

حالما يسكت عنك الغضب، قل ما يغضبك:
لا تخسر أحدا. عندما يغادرك الروع يمكنك التعبير عن إنتعاضك وإحباطك بشكل حازم ودون الهجوم على الأخر وأخذه بلحيته ورأسه. لا تحاول أن تتحكم بالأخرين حتى وإن كانوا أقل منك رتبة. كل ما عليك التعبير وبشكل واضح عن ما يقلقك وكفى الله المؤمنين شر القتال.

الحلول الوسطى عادلة:
لا بد للإنسان من العمل على إيجاد حل للمشاكل التي يواجهها بدلا من التركيز على الأشياء التي تجعله غاضبا. هل تغضب عندما يسقط أحد عليك وأنت تقود سيارتك عائدا للبيت و خارجا من العمل. لماذا لا تأخذ قسطا من الراحة وتأخذ كوبا من الشاي ريثما يهدأ الإختناق ولا يطر أحد أن يدخل أمامك في الزحام.

 هل يغضبك موظفك عندما يتأخر ويدعي أنه كان عالقا في الزحام ولم يتمكن من طريقه إليك إلا بشق الأنفس. لماذا لا تقترح عليه أن يأتي مبكرا وتتطوع بالإتصال عليه كل صباح من أجل إيقاظه للعمل، مما سيجعله محرجا أمامك ومما سيمكنك من الإتيان به للعمل قبيل البداية بدقائق. دائما ذكر ذاتك بأن الغضب لا يملك أي حل لأي مشكلة وإنما الحلول مصدرها العقل إن تمكن من قيادة صاحبه. وذكرها أن الغضب دائما ما يجعلك أنت المهزوم, وأنت من يجب عليه إصلاح الأظرار التي تسبب بها غضبك.

ركز على أنا ودعك من أنت:
دائما ما يلقي الإنسان اللوم على أحد أخر أو شيء ما عندما يخفق في تحقيق هدف. عندما يتأخر في الإنجاز قد يقول، لست أنا السبب بل هذه الطابعة التي لا تعمل أبدا. وربما يفقد الكرة ولا يحرز بها هدفا، فيصيح حانقا، أنت الذي لم ترفعا لي بشكل جيد، مما جعلني إضيع هدفا حاسما.

لتجنب المشاحنة وإنتقاد الأخرين، ما ذا عليك إن قلت أنا الذي واشرح المشكلة بكل أبعادها. كن محددا ومحترما وحريصا على مشاعر الجميع. ولا تقل أبد أنت بل قل:"إني مستاء لترك تلك المعاملة غير منجزة كل ذلك الوقت ودون أن يعلمني أحد بذلك". بدلا من أن تقول:"لا يوجد أحد يعتمد عليه، علي أن أقوم بعمل كل صغيرة وكبيرة وكل تافهة و حقيرة بنفسي. لم أعطى موظفين أقويا، وإنما أعطيت بلهاء ليس فيهم إلا المنخنقة والنطيحة وما أكل السبع وما أهل به لغير الله. يال سوء حظي ويالي أنا".

لا تحمل الضغينة:
لم يجعل الله اللين في شيء إلا كان أكثر لينا وزينا. فلماذا لا تكون لين الجانب. إذا ما تركت الغضب والمشاعر السلبية تتسلل لوذا خلف قلبك لتزاحم مشاعرك الإيجابية وجماليات تفكريك وتأخذ مكانها وتجعلها سائبة في صحراء ذاتك، ستجعلك تتجرع مرارة فقدان أهم ملكياتك.

 ماذا عليك لو كنت متسامحا، حازما. فإنه لا يوجد أحد على وجه هذه المبسوطة يمكن له أن يتصرف كما تتصرف حكمتك ولا يوجد أحد يملك موهبتك. إننا بشر، نخطىء ونصيب. نظحك ونبكي. نرتاح ونتألم كثيرا من أمثالك الذين دائما يصبون جام غضبهم علينا، ليس لشيء، بل مجرد إرضاء لنزوات غضبك الذي لم تشد وثاقه ولم تلجم جماحة.

 تعلم إدارة موارد ملكيات ذاتك
 لا بد بأنك تعلم الآن أن للإنسان ذات، تمتلك أربع ملكيات، ليس لها عليهن سلطان إلا أن تنسق فيما بينهن ليستخدم هذه لحل مشكلة تلك وهن: الجسد، العقل، النفس والروح. لكل واحدة من هذه الملكيات حاجات لا بد أن تقضى.

 أما حاجة الجسد فهي بعض الطعام والشراب من أجل المحافظة على تدفق الطاقة اللازمة لكبح جماح الغضب.

 وأما الروح فهي بحاجة لبضع سجدات بين الحين والأخر، فاجعل الجسد يسجد لله سبحانه وتعالى واشحن ذاتك بتلك الصلاة وسيرتاح قلبك وسيصمت الغضب.

 وأما العقل فحاجة هي المعرفة، المعلومات، المهارات، الإمكانات الفكرية بكل أشكالها فهي تغذي العقل فيزداد رصيدك من الحلول، حتى تصبح مسلحا بكل أنواع الدروع التي تواجه بها المشاكل وتصرعها دائما ويموت الغضب.

 أما النفس فحاجتها هي المحافظة على طاقتها، وذلك بالسمو بها عن ما حرم الله و إبعاد كل حواس الجسد عن ما حرم الله. فلا تلمس إلا حلالا. ولا تسمع إلا حلالا. ولا تبصر إلا حلالا. ولا تضع في فمك إلا حلالا. ولا يقرب أنفك إلا حلالا. فإن أتقنت ذلك فقد سلمت على طاقة نفسك وانصرف عن الغضب وحفظت طاقت نفسك التي ليست كغيرها من الملكيات يمكن تجديد طاقتها، بل إن هي نضبت طاقتها لا تعود أبدا.

ضيف الله الخالدي

الحقران يقطع المصران

" الحقران يقطع المصران"، ترددها أمي أحياناً، مع كلمات ومصلحات وجمل أخرى. تجعلني هذه الكلمات أبدوا صغيرا على الصغر الذي ينتابني عندما أكون لجوارها واستمع لحديثها وأتصرف كطفلٍ أبلهٍ لا يجدي النصح معه شيئا.

إحتقار الإنجاز يقطع وشيجة الإبداع في ذات الموظف. وينهي ملكة الإنجاز في داخلة ويجلعه آلة تدار بمقود كما تدار الدابة بشكامها. إحترام الموظف أمر أساسي في بناء ثقته بنفسه ومحبته لإنجازه وإحترامه لبيئة العمل الذي هو فيها وإخلاصة للإدارة التي يرجع لها. لكن ذلك لا يقف حاجزا أمام النقد البناء الذي يوجهه للأداء وليس لشخص الموظف لتوجيه العمل إلى الإتقان التام.

عندما يبدع الموظف فلأنه يعلم أنه حالما ينجز ما بيده ستأتي المكافَئة، المُكـافِئـةُ (=) لما أنجز فيتفاجأ بك تستعرض ما فعل متجاهلا كل هذا التعب والإبداع دون أن تتفوه ببنت شفه. ببساطة لقد قتلت ملكة الانجاز داخلة، وقطعت إمكاناته بهذا الحقران.

اعلم أنه لا شي يقتل الموظف سوى تجاهل أداءه. فماذا عليك لو قلت:"أحسنت يازيد، انه لعمل متقن تشكر عليه". فإن رأيت عيبا في ما صنع، فانتقد الأداء وليس الموظف.

الموظف في حالة انتظار دائم لتقدير، فإن اتى حفزه للمهمة القادمة، وإن لم يأتي فقد حسم فشل المهمة التالية. فالخيار لك أيها المدير، فإما أن تركب هذه الموجة نحو النجاح أو تكسر هذه الموجة وتفشل فشلا مدويا.

 كن قائدا فذا وانتفع بكل إبداع في موظفيك وكل إتقان في أدآئهم واذهب معهم وأمامهم إلى معالي الإنجاز ومرتفعات الإتقان وقمم الجودة.

ضيف الله الخالدي

الأربعاء، 26 أغسطس 2015

لبنات بناء الثقة بالنفس

لم يولد أحد وليس لديه الحق في أن يحترم ويحترم ذاته. لكنه قد يفقد هذا الإحترام أحيانا وأحيانا أخرى يفقده للإبد. فيرى أن  بناءه بعيد الشقة وصعب المنال. دائما ما يكون مصدر هذه الصعوبه هي التجارب الشخصية، التي ربما تفقد الذات احترامها لنفسها وبالتالي تتدنى الثقة بها، وغالب هذه التجارب محرمة شرعا أصلا وعلى الإبتداء، لكن الإنسان يصر على إقحام نفسه بها، وتلويث ذاته ببراثنها.
هنالك بعض الأشياء التي يمكن لها أن تساعدك على بناء ثقتك بنفسك. بعضها عبارة عن تغيير بسيط في الإطار العام لتفكير. وبعضها تحتاج للعمل عليها وقتا أطول من أجل أن تعتاد عليها ومنها مايلي:
انظر لما في يدك
قد تكون مثل غالب الناس تركز جام تفكيرك على أشياء قد فشلت في الوصول لها. لكنك لو ركزت على الأشياء الجملية التي حققتها فهو أسهل لك وأجلب للإيجابية في تفكريك. لأن التفكير في الفشل بحد ذاته يفقد الإنسان الثقته بنفسه. لذلك من الأفضل النظر للجهة الجميلة فركز تفكيرك على الأشياء الجيدة التي حققتها وهي كثيرة على أي حال. فربما أنك متزوج وزواجك ناجحا, أو أنك موظف ومرتبتك لا بأس بها, أو أنك أنجبت أطفالا قد ملأوا حياتك بهجة وفرحا وربما بعض المعضلات.
كل ما عليك فعله هو أن تكتب قائمة بالأشياء التي تشعرك بالفخر في نفسك. فكر فيما أحرزت، فقد تكون نجاح باهر في مادة درستها، خدمة جميلة أسديتها لصديق، وقفة شجاعة لجوار أحد أبناء عمومتك. وكلما انخفض منسوب تدفق الثقة بالنفس فاقرأ لها هذه القائمة فسوف تحفزها على جلب المزيد من الثقة بالنفس.
فكر في أشياء أنت محترفٌ فيها
لكل منا مواهبه وإمكاناته، فركز على إمكاناتك ومواهبك وأعمل على تنميتها، فقد تكون هاويا لشعر وكثيرا ما تقرأه و تنشده وتحفظه وتفخر به وتتحمس لسماعه. لماذا لا تكون شاعرا، هل المسألة صعبه، أنا متأكد أنه سهلة جدا بالنسبة لك. جرب، فقد تصبح شاعرا لا يشق له غبار فتبني قصائد مليئة بالصور الخيالية المبهرة. أو أنك طاهي جيد، جرب واكتب بعض الوصفات في مدونتك، لعلها يوما ما تكون موسوعة في فنون الطهي فتكون أنت من وضع لبناتها.
ضع بعض الأهداف
ليس صعبا أن يضع الإنسان أهدافا ويسعى لتحقيقها فذلك يساعد على بناء الثقة بالنفس. فوضع هدف ما والعمل عليه وتحقيقه يساعدك على بناء قوى لإنجاز أشياء قد تكون أكثر صعوبة. فقد تكون إنسانا ظريفا وتحب النكت، هل فكرت في وضعها في كتاب أو نشرها على موقع ما. فسوف يساعدك ذلك في بناء الثقة بالنفس وقد يجلب لك دخلا إضافيا.
خاطب نفسك وتحدث لها واستمع لما تقول
لا يمكن لإحد أن يبني ثقتا في نفسه دون أن يستمع لما تقول. بمعنى آخر، لا بد للإنسان من تحسين إتصاله الداخلي فلا بأس أن تتحدث الذات مع النفس ولا ضير أن تخاطب الروح العقل. فإستماع الذات لخطاب هذه الملكيات من شأنه إزالة الشعور بالفشل والتأكيد على امكانية النجاح. دائما تكلم ونفسك وخاطب عقلك وتحاور أنت وروحك.
حافظ على مستوى مقبول من الطاقة
كل بقدر كافي، وخذ حاجتك من السوائل من أجل جسد قوي متماسك. إقرأ كثيرا ليتوفر لديك حلولا تبني معك إحترامك لذاتك وثقتك في نفسك. لا تدع صلاة توفتك واذكر الله كثيرا لتعين روحك على إعانتك. واسمو بنفسك عن ماحرم الله وإلا جعلتك محتقرا لنفسك، شديد إنعدام الثقة في ذاتك، ضعيف الهمة، منعدم العزيمة. ولا تنسى أن تقود حظك للمعالي وترشده لسؤدد ليقودك نحوها وباتجهاها وإليها ويحقق معك ما تريد.

ضيف الله الخالدي

الثلاثاء، 25 أغسطس 2015

المتفائل واليأس

محمد صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل و يكره الطيرة. والتفائل هو انشراح قلب الإنسان وإحسانه الظن وتوقع الخير بما يسمعه من خير. أما الطيرة فهي التشائم وهو شعور بالقنوط. يقول صلى الله عليه وسلم على لسان ربه عز وجل:"أنا عند ظن عبدي بي، إن ظن خيرا فله وإن ظن شرا فله". المتفائل مؤمن بقول الله تعالى:}فإن مع العسر يعسرا إن مع العسر يسرا{، المتفائل دائما وأبدا معتمدا على الله ومتوكل عليه وواثق برحمته. المؤمن لا يهزم أبدا، مهما كانت الظروف سيجعل الله له مخرجا. ومهما حلك الظلام سيقيض الله له ملجئً يحتويه.

التفاؤل بالمفهوم البنائي عبارة عن ميل ونزوع لنظر إلى الجانب الأحسن في الأحوال والأحداث، وتوقع النتائج الفضلى. وهو أيضا عبارة عن وجهة نظر للحياة تجعل الفرد ينظر للعالم على أنه إيجابي، ويبقى في حالتة إيجابية. المتفائلون يعتقدون أن كل شيء يؤل للأفضل.

يقول جفرسون جراهام في كتابة الحياة لعبة علاقات:"انظر إلى كل شيء يحدث في حياتك كفرصة. ففي حياتك العملية، والعامة أيضا، يمكن تحويل كل شيء إلى فرصة للتقدم والنجاح. وإذا نظرت إلى كل شيء في الحياة على أنه يحدث لسبب مفيد، سوف تجده كذلك بالفعل".

أما المتشائمين فيرون الظلام في النور والنقص في الكمال و الليل في النهار. المتشائمين لديهم طريقة تفكير ظلامية فهم ينظرون للأحداث المؤلمة على أنها دائمة دوام سرمدي لا ينقطع. يقول العلماء: المتشائم إنسان أناني لا يهتم إلا لنفسه. الغريب في الأمر أنهم يرون الأحداث السارة على أنها مؤقته سرعان ما تأفل وينظرون لنجاحات على أنها نتيجة لأسباب خارجية. دائما ما يفسرون نجاح الأخرين على أنه ليس طبيعيا. قد تسمع أحدهم عندما يحصل أحد زملاءه على وظيفة مرموقه يقول:" إنها الواسطة، أما هو فلا يجيد قيادة أربعٍ من الماعز".

لتشائم أسباب وهي معروفة من قبل الأطباء والمعالجين ومنها:

1- الإنتقادات والتهكم والإستهزاء المتعمد وبالذات عندما يكون من الأقارب، يكون أشد مضاضة من التشائم نفسه.

2- ضعف الثقة بالنفس الذي يقود للإنسياق خلف المؤثرات والإنفعالات والعواطف والإسترسال دونما رؤية أو بصيرة.

3-التركيز على الضعف وتضخيمه حتى يصبح المدمر الأول.

4- إنتفاء الرغبة في الإندماج المجتمعي والخلود إلى الإنطوائية.

5- تجاهل مواطن القوة وعدم العمل عليها.

6- عدم الصبر على النقد البناء.

7-الفراغ القاتل.

8- إعطاء المواقف أكبر من طبيعتها وعدم التفاهم بعقلانية وهدوء.

9- مرافقة السلبيين ومشاركتهم أفكارهم ونظرتهم للحياة والتوافق معهم.

10- إزدحام الذهنية بالكثير من القلق والتردد والسلبية.


التفائل دواء كل داء. والسلام الداخلي لذة سببها سلام مع الذات وللذات. حَمْدُ الله على ما وهب بركة لما لديك ولديك الكثير لتستثمره وتنتج من وراءه نجاحا ينير لك مستقبلك ويضيء لك حياتك. كل إنسان لديه ذات إذا ما حافظ على مستوى الطاقة في ملكياتها، يصبح في وضع ليس للكئابة والتشائم والسلبية مكان معه. الصلاة على وقتها، قراءة كل مفيد، الطعام الحلال الطبيب، والسمو بالنفس عما حرم الله من شأنها أن تقي حظك عثرات الطريق وتصعد بك إلى قمم المجد ومعالي السؤدد وأعالي النجاح.

ضيف الله الخالدي