إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 4 سبتمبر 2015

صندوق التفاح

مازال جيل الطيبين يتذكر هذا الدرس جيدا. إنه درس المطالعة للصف الخامس الإبتدائي والمعنون بصندوق التفاح. يتحدث هذا الدرس عن تفاحة فاسدة تركت في صندوق ولم تلبث إلا وقد أفسدت ما بالصندوق من تفاح.

الفساد البشري يختلف عن فساد التفاح في بعض شؤونه ويتشابه معه في بعضه الأخر. الفساد هو أحد أعراض متلازمة قصور القيم المجتمعية وهو شبيه بمرض نقص المناعة المكتسب. وهو نتيجة طبيعية وحتمية لقصور القيم المجتمعية. والفساد الإداري هو أحد أشكال هذا المرض المعدي.

عندما يتأخر أحدهم عن الدوام ولا يعترض طريقه أحد. سيجعل من التأخر عادة عند الموظفين الأخرين. حتى يصبح التأخر عن الدوام أمر طبيعي عند الجميع.
 حينما يتغيب أحدهم عن الدوام ودون أن يلفت نظره أحد. يصبح أمرا معتادا وسلوكا طبيعيا عند كل الناس.
 حينما يرتكب أحدهم أمرا مسيئا للأدب والدين والأخلاق ويخرج منه مثل الشعرة من العجين، تفسد عندها القيم المؤسسية وتصبح عديمة القيمة أصلا.
 عندما يعطى أحدهم ما لا يستحق يتولد إيمانا لدى الجميع بأن العمل الجاد لا يجلب للفرد شيئا.
 عندما يحرم أحدهم من ما يستحق، يتولد إيمانا عميقا لدى الجميع أن العمل بإجتهاد لا يأتي إلا بالفشل. فيعملون على إيجاد طرق تجعلهم يعملون فقط المطلوب وفي حدود نطاق الوقت، إن انقضى الوقت دون إنتهاء المهمة، ضربوا الباب ولم يلتفتوا لأحد.

من أمن العقوبة أساء الأدب. عندما يستثنى أحد من العقاب لن يسيء الأدب فحسب، بل سينقل المرض إلى بقية الفريق، أو الإدارة. الجميع سيعلم أنه أساء الأدب ولم يلتفت له أحد. وسيحاول بقية الفريق إساءة الأدب على درجات ومراحل حتى تصبح إساءة الأدب سلوك طبيعي متوقع.

يجب على المدير الفذ أن لا يتهاون أو يتسامح أو يتحمل إساءة الأدب من أي كان. يجب عليه أن يكون حازماً وصارماً. ويجب أن يتعامل مع المسيء وفقا للأنظمة والقوانيين حتى لا يتورط هو نفسه بممارسة إساءة الأدب. عندما يتأخر الموظف، لا بد من لفت نظره إلى هذه المخالفة كتابيا. وإن فعلها أخرى يجب أن يذكر كتابيا. وإن أعادها يجب أن ينذر كتابيا ثم أخرى ومن ثم يوقف عن العمل ومنها يقال من عمله. لماذا هذا الظلم. إنه إن ترك في بيئة العمل سينشر سقمه في أوساط الموظفين.

كلما إرتفعت درجة المخالفة من قبل الموظف لأنظمة المنشأة يجب أن ترتفع حدة العقوبة. إن ارتكب إحدى الإساءات المخلة بالثقافة المحلية، يجب أن يقال من عمله على الفور وبغض النظر عن أهمية وظيفته التي يشغلها. يمكن أن يتقاضى عن الموظف الجديد الذي لم يفهم معنى النظام بعد. لكن يجب أن تدون مخالفاته ويجب عليه وعلى رئيسه العمل على حلها ومنعها من الحدوث مرة أخرى.

الموظفين دائما ما يتبادلون الأخبار عن الإدراة التي يعملون بها وخصوصا أخبار رؤسائهم المباشرين والغير مباشرين، عادةً ما يفعلون ذلك في أوقات الإستراحة ويعتبرونها فاكهتهم الفضلى. ويعلمون كل شيء عن الإدراة بطريقة ما. فإن غضت الإدراة النظر عن إساءة ما، تأكدوا أنها سوف تنتشر في أوساط الموظفين بسرعة إنتشار النار في الهشيم.

ضيف الله الخالدي

ملخص عن نصائح:
الأستاذة: دفينا فريسكو
الأستاذ:فايز العنزي
الدكتورة: أميمة الجلاهمة
الأستاذة: إيفيلين ستريديم

الخميس، 3 سبتمبر 2015

قصور القيم

القصور القيمي عند الأفراد عبارة عن عجز في القدرة على الإلتزام الذاي أو المجتمعي. عندما تتدنى القيم المجتمعية، تتدنى القيم الفردية ويصبح الفرد عديم القيم أو في أدنى حالاته غير مبال في قصور القيم في مجتمعة.

 ربما ينظر المجتمع على أن الرشوة أمر لا غبار عليه، يصبح في نظر الفرد أمر لا بد منه ويقيم الفرد بناء على أخذه لرشوة من عدمها. فإن أخذها رضي عنه المجتمع، وإن رفض سيتهم بالرجعية والتخلف. وبالتالي تصبح الرشوة في نظر السواد الأعظم من الناس سنة كونية ماضية في البشرية وهي أمر لا بد منه في قضاء مصالح الناس.

أو ينظر لتوسط على أنه شفاعة مشروعة، فتصبح في نظر الفرد مطلب أساسي للحصول على الوظيفة أو المقاولة. وفي حالات متقدمة يصبح الفرد الذي ليس لديه واسطة كمن لا حسب له ولا نسب أو بمعنى أخر، ليس له داعي.

بقاء الأمم يعتمد إعتمادا كليا على بقاء قيمها، إن ذهبت القيم, ستلحق الأمة بها في اليوم التالي. وسيستخلف الله قوم أخرون يقدرون القيم.

نتذكر هنا أن القران الكريم وفي إستعراضه لحالات قصور القيم ونضوبها في تلك المجتمعات البائدة والتي قد آلت بهم إلى هباء، قد أسهب في هذا الموضوع ولا يسهب القران لمجرد الإطالة، بل هنالك سبب وجيه خلف هذه الإسهاب.

الفساد الإداري هو إحدى أهم أعراض قصور القيم ونضوبها. يأخذ الفساد الإداري أشكال عديدة. منها الرشوة والهدية والهبة وحتى الفزعة. ومنها سنعوه الله يرضى عليكم، أو هبو له مكافئة تشجيعية لجهده الذي لم يره أحد. أو رقوه للمرتبة التالية لمرتبته فأمره يهمنا كثيرا.

الموظفون لا يتكلمون أبدا. يصمتون ويسكتون، بل بعضهم لا يرى، لا يسمع، لا يتكلم. ويصبرون ويدعون الله في صلاتهم. ربما يدعون لأنفسهم بالصلاح أو لمنشأت التي يعملون بها بالتقدم. وربما غير ذلك. ليس لهم إلا الله يسألونه من فضله. ولا يلجئون لسلطات الرسمية مهما بلغ الألم.

ضيف الله الخالدي 
نقلا عن:  ساهر مهدي وبتصرف
بحث عن الفساد الإدراي
2014

الأربعاء، 2 سبتمبر 2015

ادآب الإدارة

للإدارة ادآب لابد للإداري من التحلي بها ومنها:

1.       لا ترفع صوتك على موظفيك أو رؤسائك ففي الاولى فأنت متقطرس وفي الثانية فأنك ذا سلوك بحاجة لتصحيح.

2.       عامل الجميع بإحترام بالغ ولا تنكر حق أحد في أن يحترم فلو أنك إحترمت موظفيك وقدرتهم كانوا عيونك التي بها ترى وعقلك الذي به تخطط ويدك التي بها تنفذ. ولو أنك عاملت رؤسائك بما ينبغي كانوا هم الداعمين لمشروع إرتقائك الوظيفي القادم.

3.       حافظ على حدودك من الإختراق واحترم حدود الغير واحترم خصويات الأخرين وإستقلالياتهم.

4.       إستمع كثيرا وتحدث كثيرا ولكن إنتظر قليلا قبل كل إجابة ورددها في ذهنك وخذ مكان المستمع بينما تردد ما ستقول.

5.       حافظ على أسرار إدارتك و أسرار موظفيك وأسرار زملائك وأسرار رؤسائك ولا تفشي سر أحد لأحد.

6.       تجنب العنصرية العرقية والجنسية وأي شكل من أشكال العنصرية. وقف على مسافة واحدة من كل موظفيك.

7.       لا تكن دائما جالبا لسوء والمشاكل ، اشرح القرار لموظفيك واشرح أبعاد المشكلة لرؤسائك واقترح حلا أو حلولا لها.

ضيف الله الخالدي
نقلا عن دفينا فريسكو وبتصرف

الثلاثاء، 1 سبتمبر 2015

تسميم الذات

يتعمد البعض تسميم ذاته رغبة في إصلاحها. فربما لم يكمل الفرد تعليمه ولم يحصل على وظيفة مرموقة فيلجأ إلى تعاطي المخدرات كتعويض لذلك النقص؛ فيسمم ذاته وربما يقضي عليها ولم ولن يعوض نقص التعليم لديه.

المشاكل التي يواجها الفرد يمكن حلها بدراسة المشكلة واقتراح الحلول وإختيار الحل الأنسب ومن ثم تطبيقه. لكن المخدرات ليست حلا بل مشكلة ومشكلة عويصة.
يظن المتعاطي حينما يتعاطى أنه قد ملك العالم بينما العالم يتقدم نحو الأمام مبتعدا عنه وتاركا له في هذا التخبط.

فإن كان لديك نقص ما في حياتك فاعلم أنك لست وحدك. أنا أيضا لدي نقص ونقص كبير. لكني ما زلت أعمل على تعويضه بالطرق الصحيحة، ما زلت أحاول إكمال تعليمي منذ عدة سنوات، لم أنتهي بعد؛ لكن لدي إصرار و عزيمة تكفي لإكمال هذا التعليم. الآن قد تجاوزت العقد الرابع من عمري وقد تردت صحتي قليلا ومازال حلمي هو الحلم ومازلت مصرا على تحقيقه مهما طال بي الزمن ومازلت مع المكافحين الباحثين عن حياة أفضل. لم أُهزم ولن أُهزم بل سأنتصر أو أموت دون ذلك.

الزمن في حالة تقدم دائم وليس لديه استعداد لينتظر احدا. فإما أن تلحق بالركب أو أن الركب مرتحل.

ضيف الله الخالدي 

الاثنين، 31 أغسطس 2015

و يشيخ الفريق

 يأتي على الفريق حينا من الدهر يصبح فيه فرسان الأمس كأعجاز نخل خاوية. فستصبح قوى الفريق معتمدة إعتماد كليا على أفرادٍ أقل ما يمكن أن يقال عنهم-الأشياخ والعجائز- وحينها يبدأ الخرف في نشر وباءه في أرجاء الإدارة.

فتبدأ الجودة بالإنخفاض والآداء بالتردي والإتقان بالترنح والفعالية بالإرتخاء والكفاءة بالإضمحلال. ثم يصبح الإحلال معادلة مستحيلة والإستبدال بعيد المنال.

لابد من تطبيق سياسة الإحلال التدريجي في وقت مبكر يكون فيه فرسان الفريق في أوج استعدادهم للعطاء، وعطائهم سخيا. ويمكنهم نقل مهاراتهم، معارفهم وإمكاناتهم للجيل القادم، والدماء الجديدة.

إذا يجب أن تكونوا صريحين ومنفتحين على المسألة وحريصون على فرقكم، وحداتكم، أقسامكم وإداراتكم. فلا بأس أن يقول الإداري إن سعيدا قد تعب وآن له أن يرتاح لكن مكانه ليس سهلا ونحن بحاجة لأن نضع معه متدربا ليتعلم مفاتيح عمل سعيد.

 أو يقول إن سعيدة قد أنهكتها السنيين ولا بد لها من يوم تستريح فيه من وعثاء العمل ومكانها خاص بعض الشيء ونريد متدربة تعمل معها حتى تقنن تفاصيل عملها.

ضيف الله الخالدي

الأحد، 30 أغسطس 2015

علم الإلحاق

عندما نقول أنه لابد للموظف من إيجاد ذي سلطة إدارية يمكن له أن يتبنى نموه فذلك يعني أنه يجب عليه تجنب بناء علاقة قوية مع رئيس ضعيف لأن ذلك سيفسد سمعته ويحرمه من فرص الارتقاء الوظيفي. لكنك إن أنشئت علاقة مع رئيس قوي وكنت جاهزا بالمهارات والقدرات والعلاقات فسرعان ما يلمع نجمك أمام التنفيذين. وسرعان ما يتنامى وجودك وترتفع أسهمك وتصبح ذا قيمة بالغة. أما الذين يخدمون رؤساء ضعاف فسرعان ما يفقدون الفرص، لأن الرئيس الضعيف لا يملك القوة لتلميع أتباعه عند كبار المسؤلين.

طريقة الالحاق وبشكل عام تعتمد على ثلاث وسائل تعتبر أنجح الوسائل المتوفره لعملية الإلحاق:

1- توفير المعلومات:

 الموظفون الأقوياء بارعون في تحديد الاتجاهات. و يعرفون كيفية استخدام المعلومات لدفع رؤسائهم للأمام. عندما تقدم معلومات مهنية أو معلومات عن العمل أو عن إدارات أخرى فأنت واضح و براق لدى رئيسك. إياك أن  تنقل معلومات تافه الجميع يعرفها، بل تفرد دائما بالسبق المعلوماتي. ذلك بأن ملىء بريد المدير بالغث والسمين سيكون له تأثير معاكس وسوف يجعل منك مجرد مصدر للإزعاج ومضيعة للوقت وفي حالات متقدمة ستجعل منك أضحوكة أو مهرجاً يتحدث بكل شيء و لأي شيء بلا طائل ولا جدوى.

2- معرفة الدائرة الداخلية لرئيس:

 الحليف الجيد على علاقة باللاعبين الرئيسيين في المؤسسة حتى وإن كانت هذه العلاقة ليست متقدمةً جدا. والحليف الجيد على اطلاع على ما يواجهه رئيسة الآن وما يقدره عاليا. فما يجب عليك فعله هو بإختصار توفير ما يحتاجه رئيسك في العمل من معلومات، طرق، وسائل تعينه على تحقيق أهدافه وبسرعة فائقة. تذكر دائما، أنك ملحق به فإن نجح نجحت وإن فشل فقد خاب أملك وذهب سعيك سداً.

3- تسول المعطيات:

 إياك أن تمتص وقت الرئيس لأي شيء أو كل شيء. تقديم الأفكار الجديدة التي تسهم في حل مشاكلة هي اللبنات الحقيقية لبناء العلاقة معه وصيانتها على الدوام. ولذلك يجب أن تكون متوسلا متسولا لكل ما يدور حولك من معلومات وإنتقاء أهمها وإرسالها لرئيس. تذكر دائما أن دورك الأساسي هو توفير المعلومات الصحيحة والدقيقة والمؤكدة أما تلك الأراجيف والإشاعات والتراهات  فالجميع يعرفها ولن تأتي بجديد إذا ما ذكرتها في حظرته. كن إنتقائيا في بحثك عن المعلومات، وكن حذرا من إضاعة وقت الرئيس في متابعة أشياء لا طائل من متابعتها. وتذكر دائما أنك ملحق به فإن نجا فقد نجوت وإن فشل فقد ضاعت أمانيك هباءً منثوراً.

تذكر أنك إن تمكنت من إلحاق نفسك برئيس قوي فإنك ستصبح جزءً منه وستذهب معه عاليا إلى حيث يريد. لن يدعك في الخلف أبدا، بل سيجعلك دائما معه، تنمو كما ينموا وتتقدم كل ما تقدم. كل ما عليك فعله لتتمكن من إلحاق نفسك به هو أن تكون مثقفا مهنيا وإداريا وعلى معرفة بدوائر القرار ومصادره وأن تكون متسولا متوسلا للمعلومات أينما كانت وتأتي بها دائما على قصعة من ذهب جاهزة لمديرك ليبني عليها قراراته وخططه وإحكامياته. ثم لا تلبث إلا أن قد وصلت معه إلى حيث يريد.

تذكر أن الجامعات لا تدرس الثقافة المهنية ولا حتى الثقافة الإدراية. الذين يدرسون هذه الثقافة هم الخبراء المهنيين، الذي قضوا معضهم حياتهم في العمل وأنجزوا أشياء واضحة يمكن الإستدلال بها على إمكاناتهم. هؤلاء النوعية من الناس، وعلى الرغم من تعليمهم المنخفض نسبيا, أقدر وأجدر أن يعلموا ما يحيط ببيئة العمل من معضلات وأقدر وأجدر أن يعلموا الحلول المثلى لتلك المعضلات.

ضيف الله الخالدي

السبت، 29 أغسطس 2015

إدراة الضغوط

الضغط أو الإجهاد النفسي عبارة عن إستجابة جسدية أو نفسية لطلب ما. عندما يشعر الناس بضعط ما حولهم، فإن أجسادهم ترسل مواد خاصة في الدم. هذه المواد تعطيهم مزيدا من الطاقة والقوة. إذا ما كان ذلك إستجابة عاطفية لتهديد ما ولم يجد الإنسان مخرجا لطاقته وقوته فإنه سوف يسيء لسمعته. لكن الضغوط ليست كلها سيئة، بعضها يحفز الفرد على إنجاز مهمامة وإختصار الوقت اللازم للإنجازها ورفع مستوى الزخم الذي يصاحب المهام الملحة والمهمة.

 الضغط الجيد والإيجابي يساعد على شحذ الهمم وتحسين الأداء وجعل الأمور في مكانها الصحيح. لكن الضغط السيء سيحطم جسدك شيئا فشيئا، ويرهقك نفسيا وذهنيا ويجعل منك أضحوكة للأخرين. لكن بعض الضغط لا بد منه، فلولا لما أنجز شيء على الإطلاق.

فهم مستوى الضغط الشخصي أمر مهم. إن لم يكن هنالك ضغط سيصبح العمل مملا و سببا لسأم. وإن كان هنالك قدر من الضغط سيساعد ذلك على تحسين صحتك النفسية والجسدية، ويعينك على إنجاز مهامك بإحترافية عالية.

عندما تتمكن من ملاحظة الضغوط وتديرها بشكل جيد فقد تغير حياتك للأبد. عندما يطلب منك القيام بعمل هام، سيعرضك ذلك لضغط كبير، وسيعطيك هذا الضغط كمية معادلة لتلك المهمة من الطاقة لإنجازها في وقتها وعلى أكمل وجه. لكن يجب على مديرك أن لا يعرضك لهذا الضعط بشكل دائم ويومي، بل يجب عليه أن ينوع المهام لك من سهلة إلى متوسطة إلى صعبة بعض الشيء. لأن تعريضك لضغوط بشكل مستمر، سيعمل على تجفيف طاقاتك ومقدرتك على الأداء بشكل مقبول.أيضا، إن تركك مهملا هنالك في مكتبك دون أن يطلب منك شيء مطلقا، سيعمل على تجفيف طاقاتك ومقدرتك على الإنجاز بشكل مقبول.

 لا تنسى أنك أنت أيضا يجب أن تتحمل مسؤلية إدارة ضغوطك وتتحكم به. التعامل الفعال مع الإجهاد يساعدك على إيجاد طرق بديلة للإنجاز وتجبن الضغوط الغير صحية. تذكر دائما أنه لا بد من شيء من الضغط لتستمر الحياة ويستثمر الوقت. تذكر أنك لست وحدك في هذه المعضلة. كل الناس لديهم ضغط ما في حياتهم وعلى مستوى معين.

الضغط يكون عبارة عن إستجابة غير مببرة لمستوى من الإلحاح. وقد يكون هذا الضغط من أحد المسببات التالية:

الضغط الشخصي: والذي يكون سببا لطبيعة العمل. تغيير في حياتك أو مشاكل شخصية.

ضغط العائلة والإخوان والأخوات والوالدين وأبناء العمومة والإخولة: والتي سيتضح أثرها عليك مهما حاولت إخفائها.

ضغط الزملاء: وهو عبارة عن مطالبات وطلبات ليس لها نهاية ولا تعتبر لوضعك المهني أو النفسي أو حتى الصحي. الزميل لا يرحم عندما يريد شيئا من زميلة. لأنه يريد حاجته، فلا يعنيه كمية الضغط التي يضعها على زمليه حتى ينفجر.

عموما كل الضغوط يمكن الصبر عليها إلا ضغط الإخوان والأخوات والأقارب، ذلك لأن ضغوطهم أشد مضاضة من كل ضغوط الحياة. عندما يفشل الإنسان في التعامل مع ضغوط العائلة فحتما سيفشل في التعامل مع كل أنواع الضغوط الأخرى.

لكن هنالك وسيلة قوية ناجعة لتعامل مع كل أنواع الضغوط يمكن تسميتها بإدارة موارد الذات: حيث أن الذات عبارة عن منسق يعمل على تلبية ملكيات الذات الأربعة: وهي الجسد والنفس والعقل والروح. عندما ينضب ما عند أحد هذه الملكيات يصبح التحكم بالذات والتمكن من إدارة الضغوط صعبا.

 فلا بد للإنسان من تناول ما يحتاج من طعام ولا بد أن يروي جسده بالسوئل وذلك سيعطيه الطاقة اللازمة لمواجهة ضعوط الحياة. لا بد للإنسان من الإستجابة لنداء الصلاة وآداءها على وقتها ليمد روحه ببعض الطاقة اللازمة لها حتى موعد الصلاة التالية. ولابد له من القراءة والقراءة والقراءة لتغذية عقلة بحلول يحتاجها لتعامل مع ضغوط الحياة القاسية.

 أما النفس الآمرة بالسوء في معظم شأنها فلا بد أن تسمو بها عاليا عن ماحرم الله على حواس الجسد. فلا تدخل في فمك شيئا إلا إذا أحله الله لك ولا تلمس شيء إلا إذا كان قد حلل لك. ولا تعطي أذنك لصوت إلا إذا كان محللا ولا تبصر عينك إلا ما أحل الله ولا تشم شيئا إلا إذا كان قد حلل لك. وذلك لأن طاقة النفس غير متجددة كما باقي ملكيات الذات. فهي لا تأكل ولا تصلي ولا تقرأ، لكي تجدد طاقتها. فما أن تنضب طاقتها، لا تجدد أبدا.

ضيف الله الخالدي